تظهر ثقافة المجتمع عادة في طريقة تعامله مع الغير، و في المواقف الإنسانية و السلوكية المختلفة التي توضح القيم و المبادئ التي نشأ عليها، لذلك تتضح ثقافة كل بلد بطريقة نظرتها للمواطن و خاصة المرأة و مدى تمكينها من المشاركة المجتمعية ، فكل مجتمع له نسيج ثقافي و فكري يختلف عن الآخر،. البعض يساند المرأة و يدعمها من أجل حصولها على مكانة خاصة في المجتمع بجانب دورها كزوجة و ام ، و البعض الآخر يتعدى حتى على حقوقها الإنسانية ، لذلك كان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تعزيزا و تأكيداً علي الدور الهام للمرأة في المجتمع و الوطن..
و عندما نبحث في ثقافات الدول سنجد أن مصر في صفوف الدول التي اهتمت و ساندت المرأة المصرية في نضالها للحصول على حقوقها، بل و اهتمت بالتصدي لكافة أشكال العنف و التميز ضدها ، و اهتمت بدورها في المشاركة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عملية التنمية، كما قدمت الكثير من التشريعات القانونية التي تحفظ حقوقها و حقوق أطفالها مثل ما أشار إليه دستور مصر عام 2014 في مادته ال 11 "تكفل الدولة تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية َ الثقافية وفقا لأحكام الدستور، و تعمل الدولة التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً في المجالس النيابية على النحو الذي يحدده القانون، كما تكفل حقها في تولي الوظائف الإدارة العليا في الدولة و التعيين في الجهات و الهيئات القضائية دون تمييز ضدها ".
و بذلك نرى أن الدولة المصرية من طليعة الدول التي أعلنت شأن المرأة و سعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة بينها و بين الرجل لتحسين نوع الحياة للأفراد، و وفرت لها الفرص المتكافئة في مجال التعليم والتقدم الوظيفي و التمثيل النيابي لكافة الطبقات حتي تتحقق تلك المساواة داخل المجتمع و تتسع قاعدة المشاركة استمراراً لمسيرة عمليات التنمية و الاستقرار.
حفظ الله مصر و كل الأمة العربية، و كل عام و كل سيدة مصرية و عربية بخير و سعادة قائدة و مشاركة إيجابية في تقدم المجتمع و تربية جيل واع قادر على العطاء و العمل من أجل الوطن.