Friday, June 24, 2022

د. مها أباظة تكتب : الأب رائحة الدفء


لم يحظَ عيد الأب بالمكانة الكبيرة التي يستحقها، و لن يدرك البعض قيمة وجوده في الحياة إلا بعد فقدانه و انتظار سماع صوته. 
يتم الاحتفال بعيد الأب في معظم دول العالم بمواعيد مختلفة إلا أنه حتى الآن لم ينل حظه من الإهتمام  مثل عيد الأم. 
و للعلم أول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هى "سونورا لويس سمارت" من سبوكِين بولاية "ميتشيجان" بالولايات المتحدة فى عام 1909م وأرادت أن تكرم أباها "وليم جاكسُون سمَارت" ، وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، ولذلك قدمت" سونورا" عريضة تُوصى بتخصيص يوم للاحتفال بالأب حتى تم ذلك في ١٩ يونيو عام 1910م. 
غياب الأب مؤلم، و فراقه صعب يزلزل الأرض من تحت قدميك  لذلك، رسالتي للجميع في عيد الأب، من له أب على قيد الحياة فليحسن  صحبته و يكرمه، و يضعه تاجاً على رأسه، ومن كان ميتاً فليحسن إليه بكل صنوف البر و يتذكره بالدعاء المستمر. 
أما رسالتي لك يا أبي يا قرة عيني، يا أيها الحاضر الغائب، يا صاحب القلب الكبير، يا صاحب الجود و الكرم، يا منبع الحب و الحنان و العطاء.. في عيدك أتذكر دفء وجودك،. و ابتسامتك، و دعاؤك لي، و حنانك علي فيؤلمني رحيلك، يبكي قلبي و تبكي روحي كلما شعرت بعدك .. كم اشتقت لك، اشتقت لصباح يبدأ بوجهك، اشتقت لشعوري بالأمان بجوارك، اشتقت لاهتمامك، لرعايتك، لحنانك، يا من كنت سندي و يميني و أماني و يقيني، سلام عليك يا من كانت روحي لا ترتاح إلا بحضنه، يامن رفعت رأسي عاليا افتخاراََ به. 
اشتاق لدعوة منك تجبر ألمي، لابتسامة تحتضن حزني، لسند يدعمني.. يشد من أزري.. رحيلك مفجع، و الحياة بدونك صعبة، فبعدك أدركت بشاعة هذا العالم ، أدركت ان هناك بكاءاََ بغير دموع،. و صراخاََ بغير صوت،. و غفوة بغير نوم، بعدك أدركت ان لا حماية من نوائب الدهر، و لا من غدر البشر، و ان الله وحده هو الأمان الوحيد. 
كل عام و أنت في قلبي و روحي.. و كل عام و أنت محفوراََ بذاكرتي.. حاضراََ بذهني.. كل عام و أنت بخير في مكان اختاره الله لك لأنه الأفضل. 

في عيد الأب أتمنى أن يحفظ الله كل الآباء الذين هم على قيد الحياة،. و يرحم الأموات رحمة واسعة بقدر ما تفانوا في العطاء .. كل عام و كل الآباء العظماء بألف خير.