Monday, November 30, 2020

كتبت د. مها أباظة :العنف ضد المرأة انتهاكاََ للحقوق الإنسانية


من الأحداث الغريبة و المؤسفة و خاصة مع تطبيق البلدان العالمية تدابير الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا، اشتد العنف المنزلي من الرجل ضد المرأة حيث زادت المكالمات إلى أرقام المساعدة خمسة أضعاف عن معدلها المعتاد، و هذا بسبب بقاء الكثير من الرجال في المنزل و عدم خروجهم لسوق العمل أو الجلوس مع الأصدقاء.
و ظهر العنف في أشكال مختلفة سواء جسدية أوجنسية أونفسية، أي أن العنف انتشر بشتى الوسائل دون النظر إلى العواقب السلبية المترتبة عليه، و لا على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتها فالقصة لن تكون وقتية حتى لو جاء خلفها بعض الندم و، هذا بالإضافة لما سيحدث من المشاكل النفسية للأطفال.
و لا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزا في سبيل تحقيق عملية التنمية المستدامة و عملية والسلام، و الوفاء ببعض الحقوق الإنسانية للمرأة ككائن ضعيف يحتاج إلى رجاحة عقل الرجل في التعامل معها،. فلن ينجح أي مجتمع إلا إذا وضع حداََ للعنف ضد المرأة و الفتاة لمنع الجرائم الإجتماعية.
فقد أثبتت النتيجه الإحصائية لممارسة العنف ضد المرأة، أن نسبة 71 % من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم هم من النساء والفتيات ، و 3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي و النفسي.
ربما تكون العادات و الأعراف الاجتماعية التي تقلل من فرص المرأة في الحصول على التعليم الكافي ، و الخروج إلى سوق العمل بالإضافة إلى بعض المعايير الثقافية المجتمعية التي تتعامل مع المرأة بطريقة عنيفة لحلّ وتسوية الخلافات، لكن النتيجة النهائية أننا نخلق مجتمعاََ ينقصه الكثير من الثقافة و الوعي بل نخلق بيئة فاسدة نتيجة لهذه العدوانية في التعامل.
و لا شك أن من يمارس هذه الطريقة في التعامل مع الفتاة او المرأة لديه العديد من الدوافع النفسية و أولها أنه شخص يتصف بالقسوة و عدم العطاء و الرحمة، و أنه يعاني نقصاً في جانب من جوانب حياته و نشأته او تعرضه أثناء طفولته للإيذاء، ومشاهدته العنف بين والديه،. أو فهمه الخاطئ لمعنى الرجولة ، بالإضافة إلى غياب الأب عن الأسرة نتيجة لضغوطات العمل و توفير حياة كريمة و ربما شاركت المرأة في هذه المسئولية بشكل او بآخر حتى نسيت الاهتمام بجمالها و صحتها النفسية أيضا نتيجة للعمل داخل و خارج المنزل و أهملت الرجل و احتياجاته النفسية.
فمن الضرورة أيضا حتى يسود العدل الاجتماعي و تستقر الأسرة بعيدا عن الممارسات الخاطئة، لابد ان نذكر أن هناك البعض من النساء قد تفهم الحقوق بشكل خاطئ، و تقف للرجل نداََ بند سواء في التعامل مع الغضب او المشكلات التي تحتاج منها لكثير من التعقل و الهدوء،. أو في إهمال دورها الحقيقي كزوجة و أم كما أكرمها الله بهذه الأدوار..
المرأة ليست قائد في العمل فقط و لكن دورها الهام في كونها زوجة تحتوي و أم تعلم و تربي نشاءاََ لابد من الاهتمام به جيداََ ليستقر المجتمع ككل.
لذلك لابد من الناحية العلمية و البحثية الاهتمام ببعض النقاط الهامة :
*توفير دورات خاصة للأسرة في كافة التخصصات الاستشارية و النفسية و الصحية.

* تصحيح الوعي الثقافي لمفهوم الرجولة و الأنوثة و طرق القيادة الصحيحة للأسرة و مسئولية كل فرد.

* عمل بحوث علمية شاملة لتحديد نسبة استخدام العنف ضد المرأة بشكل دوري لاكتشاف ردود الأفعال و نتيجة الحملات التوعوية لكافة المنظمات العالمية.

* العمل على الدعم النفسي لشعور المرأة بمساواة الرجل في أهلية الوجوب والأداء، و عدم خدش مشاعرها و حفظ كرامتها.

* عدم الانقياد نحو الشعارات الخارجية المغرضة تحت مسمى الحرية و التحرر من القيود و التي تقود نحو تدمير الأسرة و تشريد الأولاد.
و في النهاية نقول : أن أدب السلوك و رقة الشعور هما تربية و نشأة صحيحة ، و أن مفتاح كل امرأة على وجه الأرض "الكلمة الطيبة"