Tuesday, October 27, 2020

السفيرة د. مها أباظة تكتب: مصر الوعاء الفكري للتعايش الثقافي


“ لو لم أكن مصرياً .. لوددت أن أكون مصرياً “ كلمة بليغة قالها الزعيم مصطفى كامل، و هي حقيقة لا يمكن نكرانها لأن الحضارة المصرية هي مهد الحضارات و الثقافات في الشرق الأوسط و الأدنى.. هي الوطن الذي ظل صامداََ رغم كل الضغوط و الأزمات و أصر على التحمل و الصمود و حول المستحيل إلى ممكن.. هي الوطن الذي حير رؤساء الدول و العلماء في بنية شعبه و تركيبته الذهنية متعددة الكفاءات، و هي الوعاء الفكري للتعايش الثقافي لكل الدول.. هي ذلك الكل المركب من العادات والتقاليد و الأعراف.. لن أخوض كثيرا في الحديث عن الحضارة المصرية و المصري القديم الذي أذهل العالم بسحر إنجازاته و تخليد ذكراه لمئات السنين، و في الوقت الحاضر يعبر عن رصيد هذا التاريخ العظيم وسط حضارات العالم أجمع.. ما يميز المجتمع المصري أنه يحوي هويات متعددة متجانسة متشابكة.. مسلم و قبطي و قد عبرت الثورات الماضية عن تلك الهوية المتشابكة في نسيج مكتمل الأركان لا يمكن تفتيته ، و رفضها المستميت لمحاولات طمسها أو تشويه ملامحها، و التعاون المستمر بين الدولة و الشعب خلال الأزمات و بروز القوى الناعمة الواعية التي تستهدف الحفاظ على الوطن و أمنه واستقراره من الأجندات الأجنبية المناهضة لأنماط العنف و الإرهاب و بروز حركات مناهضة لإحياء مفاهيم توعوية مثل“ المواطنة و السلام و التجانس الفكري و الديني “ و كل هذه الشواهد تدل على أن العقلية المصرية الرشيدة لن تسمح يوما باختراق حدود الوطن و أمنه مهما كانت مساحة القتل و بث الذعر بين الناس.. مصر سلسلة متماسكة مصلوب عليها المسيح و الإسلام مهما انتفضت ألما و حزناََ.. هي دائما ميدان للحرب و السلام في مواجهة التحديات ..
حفظ الله مصر و جيشها و قائدها و جعلها آمنة مستقرة بشعبها الحكيم إلى يوم الدين.