Friday, October 9, 2020

د. مها أباظة تكتب : تأمين الغذاء ركيزة أساسية للتنمية المستدامة و الاستقرار السياسي


من المعروف أن مصر لم تكن يوما بمعزل عن دول العالم، فقد تأثرت و أثرت بالتبعية بالارتفاع العالمي للأسعار و خاصة أسعار السلع و الخدمات الزراعية، لذلك فإن قضية تأمين الغذاء واحدة من أهم الأولويات الموجبة الاهتمام بغرض تضييق الفجوة الغذائية و تحجيمها لتحقيق الاكتفاء الذاتي و تحسين مستوى المعيشة ، و هذا الأمر يتطلب إعداد استراتيجية تتمثل في الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة و مراجعة السياسات الحالية و تطوير البرامج الداعمة لذلك ، و دعم البحث العلمي إلى جانب إقامة المشروعات الكفيلة بتقليص المشكلة الغذائية، و تنظيم العلاقات المؤسسية حتى يتوفر لكل فرد في الدولة حياة كريمة تساعده على العمل و الإنتاج و تشعره بأنه شخص له أهمية و معتنى به ، و بالتالي يتولد لديه الشعور بالانتماء و حب الوطن و ضرورة الحفاظ عليه. 
و تقدم تكنولوجيا المعلومات آفاقا و مجالات واسعة للتقدم في شتى المجالات بشكل أسرع، و تتدفق وسائطها الإلكترونية لإدارة و تنظيم الوجود و المعاملات، و توظيف مصادر الحياة المختلفة، لذلك لابد من السعي نحو الاستفادة منها بكل الطرق الممكنة لتنخفض أسعار المنتجات الغذائية بعد التقلبات التي تباشرها البيئة الكلية على سلوكنا كأفراد طبقاََ للمؤثرات الخارجية بدرجات متفاوتة، و حتى نمنع المحاولات المتعددة لشن المؤامرات و تشتيت الانتباه عن الغرض الأساسي و هو التنمية المستدامة الشاملة، و الاستقرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي التي تسعى أجهزة الدولة و رئيسها لتوفيره في الفترة الحالية. 
إن وعيينا بمتطلبات البيئة المحيطة و العالم من حولنا يستند إلى نوعية الأفكار و المعلومات التي نتلقاها، لذلك يجب أن ندرك جميعنا مصدر المعلومة و ما هو الهدف منها، فلا زال أمامنا آفاق هائلة لاستثمار مهارات الشباب و طاقاته، و الارتقاء به في كل المجالات، و ذلك بعد توفير حياة كريمة له تساعده على تحسين الأداء الفعلي و العمل بكفاءة أكبر لخلق فرص للتجديد و الإبداع.
  نسمع كثيرا عن الحوار ، و لكننا لا نراه إلا قليلاً، لذلك فإن كل ما نتمناه أن يكون حوارنا حوار العقلاء.. ندرك فيه أهمية الشيء المتحدث عنه، ثم نطبقه بشكل أمثل لنحصل على النتائج المرجوة منه، حفاظا على أمن و سلامة الوطن الغالي و دعم مؤسساته في ظل قيادة واعية و جيش قوي.