Tuesday, November 16, 2021

الإعلامية د.مها أباظة تكتب : الإنتماء الوطني جوهر و مضمون


الإعلامية د/ مها أباظة تكتب : الإنتماء هو جوهر و مضمون

ربما لا يتسع الوقت لنتحدث بشكل مفصل عن معنى الإنتماء في جو الكآبة القومية التي تخيم على سماء الوطن و مجموعة المشاكل التي تحيطنا كشعب من ارتفاع الأسعار إلى دخل محدود إلى انخفاض مستوى الرقابة.
لكن رغم كل ذلك لا زلنا نرى أبطالا يولدون في الأزمات و يقدمون أرواحهم هدية لنا، و أسر تقدم شهداءها راضية و تصيح ثائرة بأن أولادها كلهم هدية من أجل الوطن.
في وسط هذا الظلام هناك بصيص من أمل.. هناك من يقدم أغلى ما يملك لدعم الدولة المصرية و استقرارها، ليحافظ  على الكيان الوطني و كرامة المواطن المصري و أمنه بروح الحب و الولاء و الانتماء.
إذن هي الإرادة الشعبية سيدة القرار، ليس الفقر و لا المشكلات الاقتصادية والاجتماعية هي التي تحول بين شعورنا بالوطنية و الانتماء و حماية الوطن،. بل هناك إرادة نابعة من كل فرد واع و حكمته نحو السعي لتطوير و تحسين كل أوجه الحياة على أرض مصر.. في مصر بقية من أمل لنكون أفضل تحت حصار فرضه علينا اعداؤنا المتعطشون للقتال و نزع روح السلام و الإنسانية.
الهوية المصرية عربية الإنتماء حتى آخر دولة ، و الأمن القومي يمتد ليشمل العالم العربي شرقا و غربا و جنوبا حتى منابع النيل و شمالا حتى جنوب أوروبا، و القوات المسلحة المصرية الباسلة هي الدرع الواقي للعرب.. لمصر و شعبها داخليا و خارجيا ، و تأصيل الانتماء الوطني و حب العمل هو تقديس للأخلاقيات و احترام الأديان حرصا على النسيج الوطني و الولاء لهذا الوطن و الذي يبدأ منذ تربية النشأ و تجهيز الأبناء فكريا و ثقافيا بعقيدة سليمة بعيدة عن التطرف و العنف، و غرس روح المشاركة الوطنية في عقول الأبناء مع الحرص على توفير لغة الحوار التي تخلق جيلا واعيا يحارب الانحراف الفكري..
عزيزي الشاب : العالم كله يعرف أننا المصريون رفقاء النضال و عتادنا القوة الروحية التي نتحلى بها و مهما كنا محاصرون من جميع الجهات فلن تنضب ينابيع المروءة و النخوة من رجالنا و لو حشد العدو مائة ألف من زبانيته مدججين بأحدث ما أنتجته أمريكا من أسلحة لقتل العالم أجمع.
جميعنا يعلم أن حولنا حصارا من نوع أكثر بشاعة ينخر بنا كالسوس لنتهالك و نختفي و تطمس حضارتنا و نكون أمة منكسرة من خوض المعارك.. لسنا بحاجة إلى أسلحة فلدينا الكثير.. نحن بحاجة إلى معركة داخلية في لحظة صدق مع أنفسنا و سؤال حقيقي لخوض
معركة الكرامة و السمو : هل ينقصنا أشهى الطعام و الشراب لكي نحافظ على كياننا و استقلال وطننا؟ هل نستسلم للسلبيات لتنول منا و تضاف لحلقة حصار العدو؟ هذه ليست دعوة للانتحار و لا كلاما عاطفيا نتطوع به و نحن في أمان و سلام ، و لكنه كلام يرتكز على "واقعية" و عدم استسلام.. لدينا الكثير من الأعداء و لكن نحن بلاد الأبطال و ليس بكثير علينا أن نتغلب على قسوة الحياة بعض الوقت لننهض.. لنعود.. لنبني.. لم نخلق للاستسلام و لسنا ضعفاء الإيمان و الفكر.. نحن نقبل اللاجئين من كل الدول و العواصم العربية رغم ظروفنا الصعبة ، و و لن نقبل أن نكون يوما رعايا، و لن نحيا حياة ذليلة.. صمودنا سيحرك العالم بأسره، فإذا انتصرنا على نقاط ضعفنا و اجتهدنا في سوق العمل، ووظفنا عقول الشباب و قدراتهم ستظهر ثمار التضحية.

حقا تحملنا الكثير و لكن لنقتدي بالآخرين للوهلة واحدة.. و لنا مثال قوي : الذي يدرس التكوين الاجتماعي للشعب الفلسطيني جيدا يدرك لماذا استهدفت إسرائيل تدمير مخيماتهم حتى من النساء والأطفال.. " مخيم شتلا" كان أحد المخيمات التي تعرضت للمذبحة الإسرائيلية، و رغم ذلك كانت أكثر المجموعات الفلسطينية تمسكا بهويتها الوطنية و قاومت على مدى 35 عاما كل محاولات القتل و الإذابة التي قامت بها الكثير من الأطراف.. تمسكهم بالهوية الوطنية لم يضعف بل كان يشتد رغم أهوال الجوع و الفقر و الغارات و المذابح.. استعدادهم للتضحية لم يتقلص بل اشتد قوة و إيمانا بالحرية.
لنكن على ثقة أن عروقا تجري في دمائها الكرامة ستواصل المقاومة حتى النهاية.. لا يعني الانتماء و الدفاع عن الوطن السكوت ضد قضايانا و مشكلاتنا، لكن الخط المشترك بين علاج المشكلات و المطالبة بالرقابة اللازمة و السعي نحو العدالة الاجتماعية هو دافعا لاستقرار الأوضاع و الإيمان بضرورة تشييد هيكل وطني قوي لا يتهاوى و لا يسقط لمجرد  وجود ظروف اقتصادية أو اجتماعية تمر بها الدولة.. نحن شعب ينكفئ و ينهض.. يتقدم و يتقهقهر أحياناً.. لكنه عظيما باهظ الكرامة تخيم على سمائه السحابات و تنقشع.. لكنها في النهاية دروس النجاح و النهضة.. المصري هو  التاريخ الوطني في الداخل و الخارج لكسر أطواق التبعية.. و الحر لا يستعبد و لا يكن تابعا لأي دولة مهما كانت الصعوبات.. نحن العرب جميعا رفاق التحدي و الصمود و سنظل دائما مهما كانت العقبات.
تحيا جمهورية مصر العربية..
و تحيا الوحدة القومية العربية.
....

سيدة من مصر 🇪🇬