Monday, August 31, 2020

د. مها أباظة تكتب : التخلق و الأخلاق على قدر ما يليق بالمخلوق



كلنا يعرف أن الأخلاق في اللغة هي جمع خلق، والخُلُق -بضمِّ اللام وسكونها- هو الدين والطبع و التربية والمبادئ ، و صورة الإنسان الباطنة وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها.

و معناها اصطلاحاََ متعدد جدا تبعا لكل باحث و مفكر ، و لكن اجتمع علماء الباحثين علي أنها "مجموعة المبادئ و القيم الفكرية التي يتصرف على أساسها الفرد، و التي تنظم على أساسه سلوكه مع المحيطين به، و ردود أفعاله اتجاه المواقف، و طريقة حله للمشكلات، و مدى إنسانيته .

و قد ظهر علم الأخلاق ليوضح ما هو الخير و الشر ، المبادئ و القيم، و كيف يكون الأخذ و العطاء و يميز ما هي الأفعال الحسنة و ما هي القباحة ، و كيف يكون هناك اختلاف في طبائع البشر .

أما التخلق فهو اكتساب الفرد لصفات يتخلق بها، ربما تكون حسنة و ربما سيئة و ربما يتخلق بغير خلقه، ويتكلف ما ليس في طوقه إذا ما اتبع شيطانه، أما إذا اكتسب محامد الصفات من العلم و البر و التقوى و إفاضة الخير و المحبة علي العباد كما أمره الله في كل الديانات، فقد تخلق بالحسن من العمل ، و سعى إلى التحلِّي به على ما يليق به كمخلوق بشري له دور رئيسي في الحياة و رسالة لابد أن يؤديها  و قد سخر له الله كل شيء من حوله ،سماء لا حدود لها مرفوعة بلا عمد و لا سند ، وأرض مبثوث فيها شتى أنواع الحياة ما هو مستمر لملايين السنين ، و ذلك مع إدراكه الكامل بأن حب الله للعبد مرتبط بحبِ العبدِ لله، وإذا غُرِست المحبة في قلب مؤمن وسُقيت بماء المحبة و اتباع سنة رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم، أثمرت أطيب الثمار.. و لا ننسي أن الله طيب يحب الطيب ، و أنه كريم يحب الكرماء.. رحيم يحب الرحماء.

فلنتخلق بما يليق بنا و قد خلقنا أرقى المخلوقات .