Thursday, September 15, 2022

د. إبراهيم عطيه يكتب :شيخوخة الظل

من مجموعة شيخوخة الظل
 وحدة
ترقد قي ظلال وحدتها وتنعتني بالجنون ، 
ربما استوقفت ظلي في مواجيدي ، 
ومدت ذراعيها ونقرت على أبواب الزقازيق ، 
فاحت أنوثتها في الطرقات الحبلي بالعشاق ، وتعانقت أكفنا وتشابكت أصابع اليدين ، وأيقظت حدسها على سلالم الظن القديم ، ودخلنا مسرعين نحو مواكب الخلاف وغمغمت بدون صوت تسألني .. لماذا تتأخر كل ليلة ؟!
وافترشنا ظلنا في الشارع الممدد في ظلال الأرق ، يلفنا الصمت البليد ويسألني رفيقي القابع داخلي على مشارف الميدان ، من تلك التي تبعثر الغيرة في حدائق الحب ؟
تدق ساعة العراك في وجعي التائه في الغروب ، واختلي في وحدتي ، وغلقت الأبواب وقالت ..:
امنحني الصفاء ، والنقاء ، والطهر ، والعفاف ،
امنحي الأمان ، والسكينة والوئام ، وضمتي إليك ، 
واستيقظ الدلال في حدائق الحنين مشرقا بعبير فرحنا بارتواء العشب الخصيب ،
ووهبتها ينبوع المحبة تحت أشجار الفيكس على الكورنيش ، وتبسمت أزهار البنفسج في زرقة السماء ، وتعانقنا كغصنين شجرة علي الرصيف ، وذبنا في هواء النهار ، واختوتنا ريح الصبابة لحظة اللقاء ، وحين توحدت روحي بروحها ،تقنعت بشيخوخة الغيم وهاجرت مع السحاب.