Showing posts with label الشعر و الأدب. Show all posts
Showing posts with label الشعر و الأدب. Show all posts

Wednesday, March 1, 2023

نبيل مصيلحي يكتب : الكذب شجرة زقوم


الكدب 
شجرة 
زقوم
بتطرح بوم
بطعم النار
والعار
وقيح 
وصديد
الجرح
المفتوح
في حواري
الدنيا
الفانيه
الساكته
سكوت الموت
الدنيا
الخانكه
المليانه
بألوان التوت
والنبوت
الغني بيدوس
القوت / 
اللقمه المغموسه
بعرق الناس
الغلبانه
المسكينه
النايمه على الرصفه
عيال وبنات
نسوان
وشيوخ
بتعيش الموت
في الشتا
والصيف
الكدب
شجرة
زقوم
والدنيا
غيوم
وهموم
وضمير
غايب
معدوم
في الناس
إللي ما تخشى
الموت
وتلم فلوس
وفلوس
وفلوس
ما يهم أبوها
يعيش 
بلبوص
أو لابس
في شوال
الكدب عمود
النار
الحارق 
خضره ويابس
في بلاد 
الله
ويقش
نفوس
ونفوس
ونفوس
ملعون الكدب
المنفوش
في القلب
المسؤول
النايم بيشخر
والناس
بقراره
تموت
وتموت
وتموت
--
نبيل مصيلحي

Wednesday, February 22, 2023

محمود رمضان يكتب : على الأشواك


واديني يا دنيتي ماشي
بشنطة حزن عبيتها على كتافي 
لا انا عارف
لفين السكه واخداني
ولا عارف
ح يضعف إمتي مجدافي
ما تنصحنيش بإني ارجع
ما تندهنيش
ما نيش سامع
ما طول عمري
على الأشواك
بروح واجي
وانا حافي

       محمود احمد رمضان

Tuesday, February 21, 2023

السيد داود يكتب : قصة

..............................قصه .............................
قصه ومش محتاجه كلام
أنتى خيانتك واضحه تمام
كدابه وكدبك ح يبان
أما الحب ده كان اوهام
أنا صدقتك من اولها
كنتى الدنيا بكل جمالها 
عشت الحب ودقت غرامه 
وانتى بعيده بكل مشاعرك
قلبى لعبه انتى ملكتيها
ياما كتبت غناوى فى شعرك
لاجل عيونك كنت اهديها 
وأما اللعبه انكشفت فقت
دقت الجرح مكان ما عشقت
بس خلاص وحياتك تبت
غدرك بان ويا الايام
قصه ومش محتاجه كلام
بيعى هوايا وخونتى سنينى 
وانسى فى يوم لهفتى وحنينى 
وأنى بشوف الدنيا معاكى 
وانك كنتى النور  ف عيونى 
ياللى خيانتك طبع فى دمك
ياللى مفيش ولا شىء بيهمك
شايفه الدنيا فلوس ومظاهر 
كدبه كبيرة لقتها ف رسمك 
انتى بقيتى خلاص مالماضى 
قلبى خلاص من حبك فاضى 
بكره نصيبى يجينى فى يوم 
كله امل وغرام  وتراضى 
حب حقيقى مش احلام 
قصه و مش محتاجه كلام

نبيل مصيلحي يكتب : اللي باع الوطن

عمر إللي باع الوطن ما هيشتريه تاني

يعيش في جحر هواه رمادي وأناني

فار يقرقض فيه حتى ينول منه

وان يوم لقاه مجروح يدس فيه سمه

أمله يشوفه طريح يستنى يوم موته

وان يوم يموت الوطن بيبيعه من تاني
--
نبيل مصيلحي

Wednesday, January 25, 2023

الشاعر نبيل مصيلحي يكتب : هجرتني من غير سبب

أغنية 
هجرتني من غير سبب
ونسيت هواك والذكريات
ونسيت كمان قلبي إللي حب

وباعترف إنك بخيل .. وانك ماتعرفش الهوى
ولا همستك تشفي العليل .. ولا لقاك ينفع دوا
وجرحت قلبي وفوتني..يشمت عدو يفرح عزول
طب كنت سيب حبة حنين.. يطمنوا قلب استوى

وعشان أنا دايمأ أصيل.. واربت باب قلبي الحزين
وبعت طير قلبي يطوف.. يسأل عليك عمر السنين
وصيته ما يفوت البلاد.. ينده يشوف المجروحين 
يمكن تكون ناسي هواك.. وبعت وياه الحنين

هجرتني من غير سبب
ونسيت هواك والذكريات
ونسيت كمان قلبي إللي حب

--
نبيل مصيلحي

Thursday, January 19, 2023

الشاعر نبيل مصيلحي يكتب : خليكوا شعلة نور

مش ممكن أكون إنت
ولا ممكن تكون أنا
دا  رب الخلق سوانا
روحين .. وجتتين إتنين 
ولما الموت هيجي
والميعاد جاي جاي
دا عمر ملك الموت 
ما يخالف الأقدار
هنرحل روحين
نتحاسب روحين
في الجنه أو في النار
تكون أو أكون .. نكون إتنين 
فكون حيث الإله أمرك
وابعد عما نهاك فعله 
بلاش أناك الموحشه جوه هواك 
الشهوه قهوة مزاج وقتي
وانا وقتي مش خالص من الأهوال
ولا وقتي مرهون على وقتك
الوقت سيف بتار يقطع رقاب العمر
يقفل عليه ما يبان جوه تابوت الموت
ما املكش غير صباح النصح من قلبي
وافرش نهاري شموس ما تغيب على الأحباب
وفاتح ضلفتين قلبي لكل شريف
الوقت شكله مخيف ومراره واقع متهم بالعيب
احنا   نسينا نفسنا والا اتنسينا 
ساعة ما نبدأ  عمل ننهيه بشكل مريع
حتي إللي سابه جدودنا بندوس عليه بغباوه
هوه  إحنا ناس ولا  إحنا حمير ننساق
ملعون أبوك يا سكات تقدر ولا تقولشي
قرفنا من تطبيل وزمر م المخابيل
أمات نفوس سوده عايشه في بير الخوف
عايشين عصا لنمرود  بيذل نفس الخلق
والحق نام في قلوب واتغطى بيشخر
صدا ميزان العدل والكف مقلوبه
مغلوب يا طير الخير مغلوب على أمرك
مطرود ياليل مطرود مهما يطول وقتك
لا فيه جنود تحميك يوم ما القدير يإذن
ربك بيمهل قوي سبحانه ما بيهمل
ياخدك ياليل مفتري أخذ العزيز مقتدر
الفجر جاي بميعاد جايب في ايده الصبح
وتقوم قلوب الخلق وتصحى كلمتها
تعلى لفوق السما وتهد كل جهول
وتزيح غيام البؤس من نفس كل ذليل
يا الصابرين صحصحوا  لما الأدان يدن
خليكوا  له جاهزين واتوضوا بالهمه
خليكوا شعلة نور تخرق عيون الليل
......
...
..
نبيل مصيلحي

Thursday, December 29, 2022

د.إبراهيم عطية يكتب: قبلة الروح

من رواية قبلة الروح
هاتان العينان أكاد الآن اذكر لونهما .. يخيل إليّ أنهما بلون العسلية ، أجل بطعم براءة الطفولة .. ياقوت عسلي ، وبشرة من زهر الياسمين تشاعل بحمرة قانية تثير الاشتهاء . مازالت الشفاه الحمراء الملتهبة تسكرني وتؤنس وحشتي في وحدتي ، عندما تصحو ذكريات الجسد ، وتعود رغبات الأيام الخوالي تسري في الدماء من جديد ، عندما تشعر اليدان أنهما تتوقان إلي اللمس ، وأوهم نفسي بأنني أراها هنا خيالات من صنعي ، واتطلع إلي الطبيعة الرائعة ، فها هو النيل بمياهه  الزرقاء ساعة الظهيرة ، والسماء وضاءة لا تعكر صفوها الغيوم ، والشطآن بلونها الأخضر تنبض بالجمال وتزخر بالضياء .
أطلقت نفسي من عقالها ومضيت إلي ملذات تجسد بعضها في ليل سطعت أنواره وتراءت لمخيلتي في غرفة ضئيلة خاوية واربعة جدران مغطاة بكسوة بيضاء شفافة تسطع بالنور وتتوهج بالأضواء ، وتتأجج بالرغبة العارمة وتنطق بالاشتهاء ، ليس من المألوف أن ينبعث الدفء بكل هذا الوهج وما يثيره من كوامن اللذات ، عندما يجن الليل وتداعب عيناه عينيها تضفي على ّالجسد بسطوتها وعنفوانها وتنطق بالرغبة وتنشد الشهوة .. أيها الإحساس الحبيب عد أدراجك مرة بعد مرة وخذني معك ، خذني إليك ، فليس بوسعي أن أمنحها أكثر من هذا الآن سوي رشفة من حنان دفء مخيلتي  وعاطفة جاشت ، تشعل نبض الكلمات وتغدو بالطواف مراراً وتكراراً في القلب لحظة أن توقفت لأول وهلة ، وشاهدتها للحظة عابرة داعبت نظرات موسيقي الأمنيات التي  تفيض من عينيها مسحة من الخجل ترتسم على وجهها الذي ياسر القلوب وارتشف لذة خدرتني في الطريق .

Sunday, December 25, 2022

الشاعر نبيل مصيلحي يكتب : يا عم يا إنسان

يجي القمر ويروح
تيجي الشموس وتروح
والعمر يجي وليد 
يكبر يشيخ ويروح
وانت الوحيد ع الأرض
تتمنى فيها خلود
تبني قصور 
وصروح 
ياعم يا إنسان
يا عجينة النسيان
سبحانه رب الكون 
الخالق الديان 
ومدبر الأكوان
الصبح كف النور
وش القمر بنور
والشمس دهبيه
والأرض بنوته 
وسط الجمال
بتدور
الكون دا كله كنوز
مخلوق علشانك
يا عم يا إنسان 
الموت أكيد جاي جاي
هتودع الدنيا
لا القطنه هتاخدها
ولا قصور ولا مال
عملك يا خوي وياك
يا ضلمه تسكنها
وعماها يبقى عماك
أو نور ينور لك
تبقى ف نعيم
مولاك
--
نبيل مصيلحي

Tuesday, December 20, 2022

د/إبراهيم عطيه يكتب : قيثارة العشق

أشعلت روحي نغمة من موسيقا الوجد
فتقافز الهجر فقاقيع من عتاب 
وذاب الهجر في كؤوس المحبة 
والدفء كبرياء يفوح من أنوثتها 
يتذوق الوصل من برد التنائي
ينفرط العشق آهاتٌ فوق زجاج النافذة
يلتقط الصبح قطرات من فضاء الضوء
يصوغ الأحلام عقدا من الالماس
يتودد للأزهار والشجرة التي تسكنها عصافير البراءة 
ينسكب الحنين علي أوراق ذاكراتي الممتلئة بالحزن 
علي مشارف الصمت تمكنت غيوم الغيرة 
وغراب الفراق ينعق بالخراب
في ظلام القسوة وعشب اليقين 
تشد أوتار الدلال بالأمنيات الشفافة
والغمامة تنجلي رويدا رويدا 
عن نهار ضرير 
تائه بين الشك والحقيقة 
محطم الأعماق والكآبة تمزق صدري
تحدث نهر النيل عن العصفور الذهبي 
الذي يضمر حبا شديداً لحبيبته
التي غنت لطلعتها السماء في فضاء الأزرق
أغوتني ابتسامتها من جوف العتمة 
وارتويت من نهر الحب 
وعانقت روحي روحها 
ولامست أشواق النجوم 
أغصان الضياء وعزفت قيثارة العشق موسيقا الحياة
وتطايرت العصافير أسراباً من النور

Monday, December 19, 2022

الشاعر نبيل مصيلحي يكتب : أغلى من كل الكنوز

أغلى من كل الكنوز
ــــــــــــــــــــــــــــ
شعر / نبيل مصيلحي
ـــ
في عيون المجد .. شوفها
شوف رجالها .. شوف جنودها
بص هتلاقي الشموخ
نعمه فوق كف الحياه
مين يصونها .. غير ولادها
متبسمه للطهر .. طاهره
متنسمه بعبير .. مشالله عليه ..
وشايله فوق كتافها ..
دنيا حلوه ..
فوق جسور الصعب عبرت
مصر وهبه م الإله
مصر جنه وطوق نجاه
يا عيون الدنيا بصي ..
( النيل ) بيحكي للوجود سر الحياه
مصر محبوبته وعشقه
مهما طاله الشر كفـُّه
كان كريم ..
عمره يوم ما كان بخيل
حتى للي في يوم أذاه ..
.. أو عاداه
مصر زي النيل قويه
بقلب طيب ..
صافي زي حليب في ( مترد )
جاموسة ستنا / قرية بلدنا من
مصر لوهمست بشالها ..
شوق هتبعت للحبايب والجيران
من حرير الكون نسيم
مصر شربت م المحن
قوه وإراده ..
والسياده تاج على راسها يلالي
مصر ( غاده ) ..
من بساتين الخيال
قوه أعتى م الجبال
شوف تاريخها ..
بص شوف الأهرامات
التاريخ جوه المتاحف
إيزوريس .. اخناتون
الفراعنه جدود أمينه
فاتوا كل عظيم مناره
شوفوا ( أحمس ) .. شوفوا ( مينا )
شوفوا كام محتل حل
ولم يحل المسأله
شعب مصر المعضله
شعب قادر يهزم المحنه
يسوقها لأي خـيِّه
مصر في اكتوبر ..
بتولد معجزه
تكبر في عين كل العدا
جيش وشعب
يقوم يلبي لها الندا
وفي أغسطس .. سته منه
ألفين وخمستاشر تمام
مصر شقت بالإراده
قناه جديده
وليد كبير ..
القناه ..
والحلم أكبر
ألف مليون ألف دنيا
في عيون حاسد وحاقد
أو محرِّض أو مشكك
أو عميل بايع كرامته
مصر أمي وأم كل الإنسانيه
مصر لو تعرفها حقـَّه
تلقى فيها كل حاجه
حضنها ساع الكتير ..
حبة الرمل اللي فيها
أغلى من كل الكنوز
اللي يعشقها ..
يدوب في قلبها
ــ

Thursday, December 8, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : في عيد ميلاد القليوبي

هيثم القليوبي.. بمناسبة عيد ميلاده
--
أيام ورا أيام والعمر بيعدي
قطر الحياه ماشي في سكته دوغري
لا باختياره يوقف ولا باختياره يسير
مجبر على شيلته مأمور  ومتسخر  
بيوصل الأنفاس لآخر المشوار
وقت القدر تطلع م الجسد  روحها
طريق خلاص انتهى ولا فيش رجوع منه
فالدنيا دي فانيه  عليها الكل فان
عرفت فيها كتير دنيا ماليها أمان
عرفت فيها الخاين والوغد والغدار
وصاحب المصلحه ويا  الجبان الفار
واللي بتاكله الأنا وتقيد في قلبه النار
وخسيس في وقت العطا  يديك قفاه وضهره
الدنيا فيها كتير ما يسوى نظرة عين
وفيها إبن الأصول الراجل المجدع
تلقاه في وقت المحن جنبك ما يتزحزح
يمسح عينيك م البكا يهدد على كتفك
ويشيل عنك هموم  لو بالكلام ترتاح
يا نفسي ما تخبي قومي اذكريه قولي
اسم الأصيل "هيثم " والنقب "قليوبي"
القلب زي الحليب خالي من الادران
والعقل فيه الدهب واللولي م الأفكار
إنسان كريم حاتمي وعطيته في السر
لا شوفت فيه الغدر ولا الخيانه لحد
ولا كان في يوم مغرور  ولا حقود وحسود
أنا شوفت فيه نفسي قربته من روحي
وفتحت له قلبي يدخل بلا استئذان
ابني اللي ما خلفته وفرحت بوجوده
أصل بصراحه صعب انك تلاقي اتنين..
على شكل "قليوبي"
--
نبيل مصيلحي

Tuesday, December 6, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : إنتَ الكبير

إنت الكبير  .. مهداه إلى شاعر مصر الكبير.. إبراهيم رضوان 
--
العدل في الميزان لو الميزان معدول
لو الميزان قايم في عيون تحب النور
أما القلوب السوده معقوده بالأوهام
مليانه بالغيره والحقد والأصنام
يجي الزمان ويروح ياخد معاه ما يسيب
لا قرد فوق شجره ولا فرخه في عشه 
ولا شهرزاد  فضلت لشهريار وناس
فرعون عتى في الأرض
ومات غريق البحر
وابرهه الحبشي عفن على فرشته
وبالنعال مات أعتى ملوك الأرض
الموت ما بيخليش لا فيل ولا كتكوت
طب ليه بنتعارك نخلق مشاكلنا
ونشيل في أنفسنا هم الحقود والشين
خلينا زي الصبح ما يهمه عتمة ليل
خلينا زي الفجر يفصل ما بين البين
خلينا اسطوره   تعيش على الأزمان
يا عمنا المظلوم في زمان ماهوش زمنك
إنت ابراهيم رضوان زمنك عطاك نقبك
إنت الكبير فينا.. إنت الكبير لينا.. إنت عبير الشعر
إنت إللي قولت زمان وقت الشدايد مدد
إنت إللي فينا بان في القايمه أولنا
إنت القمر  من فوق على عصرنا باين
وقولت أجمل قول .. وحيات رب المداين
وكتير من الحواديت الحلوه في الاشعار
غنت منى ومنير وشاديه ونجوم مصر
ونوح ما سابك يوم ولا فات جميل شعرك
إنت إبراهيم رضوان حبسوك عشان الحق
ضحيت عشان النور يفضل لنا عنوان
يا أمير بحق القول للشعرا في زمانا
معرفش ليه الغل واكل قلوب البعض
معرفش ليه الحقد في لحمنا بيعض
معرفش ليه الحسد ورانا  فين ما نروح
الناس دي ليه مقرفه قرفانا بوجودها
يا عمنا يا كبير سيبك من الهلافيت
أمات كلام معيوب وحنجره طبله
بيطبلوا بالخرف والحرف مات فيهم
من جهلهم قالوا  والقول هبل مجنون
ولو أن فيهم عدل هيقولوا صح القول
ويعدلوا الأوزان
ويشهدوا بالحق ويعلو فوق رضوان
معلش يا عمنا خلي العيال تلعب
حجرك يسيع لعبهم ويكفي اضعافهم
يا عمنا بالله انسى ما كان منهم
ولا تنشغل إلا  بقلب بيحبك
خليك مع الرحمن هوه العظيم قهار
سلم أمورك ليه صاحب المدد يرضيك
وتنول معاه الخير وجنة الرضوان
يا ابو قلب زي العسل
فيه إبراهيم رضوان
--
نبيل مصيلحي

Saturday, December 3, 2022

د. إبراهيم عطيه يكتب : من أطياف الملائكة

من أطياف الملائكة
ايها القلب المسافر في حنايا الروح ،قف قليلا عندما تسمع موسيقي العشاق ، ودع عيون القلب تفتح بصيرتك علي عوالم المنتهي ،واكشف عن سر مقامك ،وتحمل ،ألم الشوق الحارق ،من اين اتيت الآن ، بعد أن أصبحت تائها ، مؤرقا بالحيرة ، لماذا تأتي متأخرا إلي الذين هاجموا في العشق ..؟
يا سيدي .. لا تصم اذنيك عن سماع توسلاتي إليك ، فانت تقبع في قلبي وفي روحي ،كم تشعر بالوحدة في سماوات ملكوتك ، لا مرسي علي مرمي البصر ، لا تبحر الكواكب  إلا بنعمة نورك في الليل ،ملأت روض السماء بالنجوم  وارتقينا بروحنا وانكشف غطاء تخيلها وتعشق العاشق وارتوي من ماء الحياة الأبدية ، وتصعد إلي عنان السماء مع طيور  الروح التي تحمل صورتك في هلال القمر ، وخلقت فراشة تدور حول نورك منذ جئت وسرقت الصبر من قلبي ، واللون من وجهي ، والنوم من عيني وأغوتك الهيئة الطينية ، ونسيت أنك من تراب وهجرت جوهرك ،وارتفعت في الهواء صاعدا  إلي روضة الشوق .
الطريق لا ينتهي ، لا تتوقف عن السير وليكن قلبك دليلك ، لا تخف ، وتعشق العشق ، واروي روحك من ماء الحياة ، وافتح عينيك بالبهجة ، واتفض النوم عن أجفان الأزهار وتظلل بضوء الشمستحت ظل العشق واستيقظ من عتمة الليل ، واستنشق النور من روعة الفجر . 
يا حبيبي ألقيت بقلبي في قلبك وتبعتك يوم حملت الريح رائحتك فشنها قلبي المتيم حين حدقت في وجهك وشربت كأس خمرك وغرد الليل بأغنية جميل في عيون الناس ..القلب يعشق كل جميل ..
الملاك الذي سرق قلبي بعث برسالة مع فراشة قالت ..: 
- أنا ملك لك 
فاشتعلت النباتات العطشي ، عند الباب يا نور عيني وسوسن الروض وعبير الزهور الثمل وصوتك الفتان يغرد في الريح ، وخيالك يلمع فوق ماء النهر بضحكة تغمر قلبي الخاشع بالبهجة في محرابك ويظل عشقك إلي الأبد في حضرة بهائك

Thursday, December 1, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : إبراهيم رضوان قلب ينبض بالوطنية

( إبراهيم رضوان ) قلب ينبض بالوطنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة / في ديوان ( أغاني الثورة والثوار )
بقلم الشاعر الكبير
نبيل مصيلحي
ـــــ
الشاعر إبراهيم رضوان قلب ينبض بالوطنية ، يوزع وطنيته على أغانيه ، فتتجمل بالإبداع الوطني الثري ، الذي يعكس صورة من صور المقاومة ، لأنه يدرك تماماً دوره في المجتمع ، ونبضه الهادف والتوَّاق لكل أشكال وألوان الخير والحق والجمال ، يطرح فلسفة للحياة ، يغرف من نبعها ، يعزف على أوتار وجدانه ، معزوفات غير تقليدية ، لتستقر في الوجدان الجمعي ، لتصبح للأجيال القادمة سيمفونيات وذخائر للروح الوطنية .
ومن بين إصداراته المتعددة والمتنوعة على مدار مشواره الإبداعي ، أهدى إلىّ .. ( رضوى / أغنيات ، أغاني الثورة والثوار ، ودراسة في ديوان ( سوسنة ) للشاعرة / نادية لطفي ، من أعمق الدراسات الأدبية الإبداعية التي قرأتها ، تؤكد أن المبدع في تحليله ونقده للنص ، يختلف تماماً عن ذلك الناقد المنهجي ، ويبدو أنه أشفق عليّ من الكم الكبير من انتاجه ، والكيف الثري المتنوع ، وحتى لا أغرق في بحر إبداعه ، لعمقه وثرائه ، وحتى أنجز هذه القراءة التي أنا بصددها ، لذا راق لي أن أكتب قراءة موجزة جداً ، فأنا في الأرض ، وإبداعه شمس في سماء الإبداع .. نعم سأضفر منها ما أستطيع ، ومن قمر إبداعه سأملأ قناديل صفحاتي ، كي أقدم ما أنسجه وأحصده إلى القارئ معترفاً بأن هذا قليل جداً من سلسبيل نبعه المتدفق ، ومن سراج إبداعه الوهاج .
تخيل معي أيها القارئ أن كتابن فقط من بين إصدارات متعددة ، للشاعر إبراهيم رضوان يحتويان على ( 319 ) ثلاثمائة وتسعة عشر قصيدة ، فمن يملك القدرة على احتواء كل هذا في قراءة واحدة ، بما فيها سيرته الذاتية المدهشة ، وبما فيها من صفحات امتلأت بالتعريف والإصدارات ، وما هو تحت الطبع ، وما هو طبع بالفعل ، وأعماله في وسائل الإعلام ، وما تم تنفيذه في مجال الفن في .. ( الغناء والمسلسلات ، والمسرحيات والأبريتات ، وما حوته تلك الصفحات من جوائز وتكريمات وأخبار وآراء .
مبدع بحجم إبراهيم رضوان لابد من الوقوف أمام إبداعه وقفة احترام وتقدير ، وكذا أمام وطنيته ، ومقاومته لكل ألوان الفساد والاستسلام ، وبرغم المسافة الكبيرة بينه وبين الأجيال المختلفة والمعاصرة له ، استطاع أن يجمعهم في رحابة صدره ليفرد أجنحته الحنانـة عليهم ، ليشهدوا تواضعه الأنساني ، وروعته وعظمته الإبداعية .
لم يترك إبراهيم رضوان مجالا إلا وكتب فيه ، ولم يغفل عن مفردات الحياة المختلفة إلا وقد استخدمها ، استخداماً فنيا في قصائده وغنائياته .. ( الشمس والقمر والنجوم والفجر والصباح والنهار والبحار والصحراء والأشجار والورود والماء والخضرة والوجه الحسن .. ) فضلا عن المفردات المعنوية الحافلة بها إصداراته .
ويفتتح إبراهيم رضوان ديوانه الثورة والثوار ، بإقرار منه بأنه الفارس الوطني الذي يضحي وسيضحي
بكل ما فيه وأغلى ما فيه وأعز ما فيه ، وهي روحه حتى تحيا حبيبته ومعشوقته ( مصر ) في أمان وسلام ، ويرسمها ويشبهها بالإنسانة القوية القادرة على صد الريح الخوانة ، وذلك في أوعية أغنيته ..( هذا إقرار مني بذلك ) .. القصيدة ص 7،8 من الديوان ، ولا ينسى في إقراره الجيش الذي شهد لجنده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، بأنهم خير جند الأرض ، وفي أقوى دفقات مشاعره يختم قصيدته بإقرار وطني بدرجة امتياز .. ( هذا إقرار .. توقيعي عليه / إزاي لوطنـَّا أفرط فيه .. أموت انا ولا المح دمع عينيه / ولا حد في يوم يقلق بالك ) . يذكرني هذا بخروج النبي صلوات الله وسلامه عندما اشتد عذاب الكفار له وأمره الله بالهجرة من مكة إلى المدينة يعلمنا في أروع وأعظم أمثلة حب الوطن يقول لمكة والدموع تسيل من عينيه .. ( والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ، وأحب بلاد الله إلى نفسي ، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ..) ، وهذا ما اعتنقه ( إبراهيم رضوان ) من إيمانه حب الوطن .
وهنا في وطننا البعض من عديمي الانتماء ينسلخ من نفسه ومن مجتمعه ومن وطنه ، ليرتمي في أحضان كل فاسق وفاجر ومتنطع ، بمعنى آخر يرتمي في أحضان الخيانة والعمالة ، يبيعون الوطن بحفنة دولارات ، وهم من قتلوا الزهرة بمظاهرة ، وهم الذين أحدثوا الفوضي وحرقوا كل ما هو جميل ومفيد ، هذا البيت .. ( قتلنا الزهره بمظاهره / ومات البدر من جوعه ) .. ولكن قد يمرض البدر ، ويمرض الوطن ولكن لن يموت ، وهذا البيت يحمل في أحشائه الكثير والكثير من التأويلات التي يتميز بها إبراهيم رضوان ، مما يدعونا أن نقول إن إبراهيم رضوان لا يضع مفردات أو عبارات مجانية ، ولكن تكمن في ثناياها الرؤية ، وشهادته على واقع أليم ، نرى ذلك في قصيدته .. ( يا أرض الله يامصريه ) ..
والشاعر في قصائده التي يشكلها بمشاعره الفياضة والصادقة ، التي تعلن عن صدق تجربته الإبداعية
يضيف لها المعاني والدلالات التي تفتح أبواب القصائد ، للدخول إليها .. بدون صعوبة ولا إرهاق .. فيقول ( لو شوفنا رايتك بنسمي / ما انتي السما حاضنه نجومنا ) .. وهو لا ينكر فضل بلده / الأم ، وهو يتعلم من فنون إنسانيتها أجمل معاني التضحية .. ( دايما في حبك نتلاقى يامصر يا أصل وجودنا ، يا معلمانا التضحيه / وزاي نقول كلمه صريحه ) .
إن هذا التنوع الشعري الذي أثرى به إبراهيم رضوان الواقع الأدبي في مصر ، هو إبداع يمس القلب والوجدان ، وهذا يشكل استجابة طبييعية خالصة لحاجة الناس ، ومواكبة للظروف والأحداث التي يمر بها المجتمع المصري ، فهو بدون أدنى شك يشكل ما في وجدانهم من مشاعر ، وما في أذاهنهم من أفكار ، وهو يستهدفهم ، في المقام الأول ، وهو على وجه الدقة إنسان مقاوم ينضح بأشكال وألوان البوح المقاوم ، ويعتبر بما يقدمه بمثابة المثل الأعلى للناس في زمنه .
وبإيمانه الذي لا ينضب ومقدرته على تشكيل اللوحة الكلية .. يرسم صورة للشهيد الذي لم ولن ينساه أبداً ، لأن دمه على هدومه حدوته مصرية ، ومن البديهي أن نعرف أن الحكايات لا تموت .. ( إنت افتديت أمك علشان ما تصبح فوق ) .. !! ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) .. وما أجمل هذا .. ( شرب التراب دمك / أصبح زهور وشروق ) .. هذا التصوير البديع الجميل
ومن منا لا يخاف ، فالخوف قد خلقه الله مع بني آدم .. فقال سيدنا يعقوب لأبنائه ( أخاف أن يأكله الذئب ..) ، وقال القرآن عن سيدنا موسى ..( أوجس في نفسه خيفه .. ) ، وأجمل ما في عاطفة الخوف هي الحرص ، على النفس من الوقوع في الخطأ ، والخوف علي الوطن من اعتداءات الغير ، والخوف على الأهل من الضياع ، والخوف المذموم هو خوف الإنسان من غير الله ، وخوف إبراهيم رضوان في هذه القصيدة ضمنياً محمودا .. ( الورد خلاص هيدبل / وهاتخلص القضية ) .. والديوان يحفل بألوان الإبداع الوطني والثوري الذي لا يغفل عن كل مفردات الوطنية والحب الخالص لهذا الوطن ..
هذا كما ذكرت من قبل ، قليل من كثير جدا فاض به بحر الديوان ، فإذا أطلقت العنان للكتابة لن يكفيني ورقات أسطرها لأدفع بها للنشر ، ولكن هذا ملمح من ملامح ديوانه ( أغاني الثورة والثوار ) .. للشاعر الكبير إبراهيم رضوان ، متمنيا له دوام الصحة والإبداع .
نبيل مصيلحي
21/يناير

Monday, November 28, 2022

نبيل مصيلحي يكتب :الشهيد ابن الوطن

أغنية ..الشهيد ابن الوطن
الشهيد إيه الشهيد .. الشهيد مين الشهيد
الشهيد ابن الوطن .. ضحى بروحه للوطن
عشان يعيش حر وعزيز .. دمه الفدا كان التمن
الشهيد ابن الوطن
اسألوا الأرض إللي شربت من دماه.. اسألوها اسألوا
لا بينحني ولا يدي ضهره للطغاه .. اسألوها اسألوا
هوه منا..هوه حي .. هوه فينا حياه وضي
هوه رابض ع الحدود..يحمي مصر من المحن
الشهيد ابن الوطن
مستنياه فوق في السما.. الحور  بالخلود 
المسك بيفوح في الفضاء .. يملأ الوجود
هوه منا ..هوه حي..هوه فينا حياه وضي
هوه رابض ع الحدود.. يحمي مصر من المحن
الشهيد ابن الوطن
--
نبيل مصيلحي ٢٨ من نوفمبر ٢.٢٢ م

Saturday, November 26, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : قصيدة بدون عنوان


لو إنك تقرأ  لشاعر الجنوب محمد عبد القوي حسن ، لن تشعر بغرابة المفردة ،  سوف تألفها ، وتتعود على معرفتها من بين أشعار شعراء العالم.
أتكلم عن بصمة مفرداته ، أو قاموس عاميته.. فعاميته لا مالت إلى اللهجة الصعيدية بالكلية ، بل أن عبد القوي يغترفها من ماعون/ وعاء العامية المصرية القاهرية.
في هذه القصيدة التي كتبها بدون عنوان ، يرسم صورة لأكثر من فرد ، ولعله يقصد جماعة ما  ، أو أهل أسرة ما ، أو أهل بلدة ما في زمن ما ، فإنه لم يدلل عن المكان ، ولكن عن الزمن ، فهو زمن القسوة ومرارة العيش ، وسفر الأحباب في طريق لا عودة لهم.
ويتضح لنا أنه ينعي أحد المقربين له ، فهو بمثابة جزء من أجزاء جسمه قد فارقه ، تشعر بعاطفة الحزن ، ليؤكد أن المسافر رحل عن دنيانا الفانية.
وإيمانه أن لا مفر منه ، وهو آت آ ت  ، في وقت يعلمه الله ، وبإذنه ، ويشير إلى من يخصهم هذا المسافر ، وبما تحلوا به من الصبر ، برغم أن أملهم يتأخر عنهم.. فيقول: ( فارشين صبرهم متغطيين بالروح/ من خلفهم صوت الأمل مبحوح)..
وهذا المسافر الذي ترك جماعته ، جايين قلوبهم ترتجف/ شايلين همومهم ما تخف / وفي ظل أزمتهم بيسبحوا الله العظيم ، دلالة على الإيمان بالقضاء والقدر.
ولأن الشاعر استوى لديه طعم الدنيا بطعم الموات ، انطلق من الخاص إلى العام ، يقرأ الواقع الأليم ، الذي يبطش بكل شيء ويغيره ، حتى تستشعر الأرواح بأنها في سفر الغربة الموحشة، غربه النفس ، والليل بيسبح في نخاع الأوردة/ وجسد الصبايا نحيف .. لا يتحمل السفر الطويل في تلك الغربة ، حتى بين حيطان الذاكرة.
وينادي عبد القوي بأعلى صوته: يا مغربين الضحكه/ ومفرهدين سكك الصبايا ، وكأنه يعرفهم تماما ، وكيف لا يعرفهم وهم من يسقون الواقع بمن فيه المر والعلقم.
ويمارس الشاعر العدودة في نعي المسافر ، الذي كان للبنات ، وترك لهم ذكرى تذوب في أوردتهم..( آهين يا صبر علقم ع السكك/ آهين يا غربه بتشندل الأحوال/ آهين وآه يا سفر على طول .
لقد استشعرت الحزن الذي استكتب محمد عبد القوي ، فكتب هذه القصيدة من وجدانه ، بما فيها من عواطف الفراق ، والحنين، والخوف ، والحزن، والألم .. وقد تجلت مشاعره فياضة بكل ما في قلبه الحليب ، وإنسانيته الطيبة .
والى أن نلتقي في أعمال أخري لشاعر الجنوب المصري محمد عبد القوي حسن.
نبيل مصيلحي

Thursday, November 24, 2022

نبيل مصيلحي يكتب: حكاوي ومصرنا أسرار .. ملحمة مصرية تاريخية شعرية ، للشاعر صلاح يوسف دراسة كتبها : نبيل مصيلحي


أنا لست مع من يقول أن العامية المصرية ، هي فصحى فقدت فصاحتها ، ولا أميل إلى آراء تنضح بالفزلكة ، وتعتبر العامية ” كلشن كان ” ، كرصاصات طائشة لا تصيب الهدف .. فقط تصدر منها صدى الأصوات التي سرعان ما تنتهي ، ولا يبقى منها أي أثر ، وآراء أخرى تعتبر شاعر العامية في حالة دائمة من الهروب عن مضمار الشعر الفصيح ، وتتهمه بأنه يلجأ إلى الأسهل ، الذي لا يقيده بجماليات اللغة والمحسنات البديعية ، أو تثقل ذهنه وترهقه بقاموس من المفردات الصعبة ، أو تلزمه بوزن على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وقافية قد يتعثر في ممارستها .
ولأنني أؤمن بأن ما سبق من آراء ، هو ضرب من ضروب الجهل ، وضبابية الرؤية ، وفقر الثقافة الأدبية ، وعدم مواكبة مسيرة روّاد مدارس الشعر العامي بداية من عبدالله النديم ، وبيرم التونسي ، وفؤاد حداد ، وصلاح جاهين ، وعبد الرحمن الأبنودي ، وأحمد فؤاد نجم ، وسيد حجاب ، وإبراهيم رضوان ، وفؤاد حجاج ، وقائمة أخرى من شعراء العامية المصرية ، لها بصمة واضحة في الحياة الأدبية ، لذا فنحن لا نعير الآراء المضمحلة أعيننا أو آذاننا أو اهتمامنا ، فهي آراء هادمة ، لا يتمخض عنها سوى الهراء .
فالعامية المصرية هي روح الشعب ولغته ، أو لهجته التي يحسن صياغتها ، والتعامل بها في حياته اليومية ، وأن موضوع خوف شعراء الفصحى من سيطرة العامية قد قتل بحثا ، فلن نتطرق إليه بالتفصيل ، ولقد أكدنا في مقالات ودراسات عديدة ، أن الفصحى والعامية يواجهان من خندق واحد مصير الأمة المصرية ، ولا خوف على أحداهما من الأخرى، ونعلم أن لكل بلد لهجتها التي تتعامل بها في حياتها اليومية.
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
وأما ما يفرّق بين شاعر وآخر ، هو أصالة الموهبة من عدمه ، وامتلاك الأدوات بما تشملها من لغة أو لهجة ، والوزن ، والمشاعر والتصوير الفني ، والخيال ، والثقافة .. كل هذه المكونات تصنع الشاعر المتدفق العواطف ، والممتلئ وجدانه بالمشاعر والرؤى ، أضف إلى ذلك مواكبة الأحداث القريبة والبعيدة المحلية والعالمية ، ومدى رصده لها ، والتأثر بها ، وكذلك السعي إلى التعرف على كل ما هو جديد ليعطي كل ما هو مدهش وغريب وبديع وغير متوقع ، وتشكيل عالمه بما يتيح له التكيف والانسجام معه .
ولأن التجارب الشعرية متعددة ومتباينة في الشكل والمضمون ، وهذه من الفروق الفردية المسّلم بها ، فمن الشعراء من يحرر القصيدة من طابعها العادي ، وينطلق بها إلى آفاق رحبة ، تستوعب التطوير ، وهذا يستلزم أن يكون الشاعر على وعي بالمطروح من إبداع الآخر ، وعليه أن لا يتوقف عن التنقل من عالمه ، إلى عوالم أخرى جديدة ، أو إلى مناطق لم يحُط عليها طائر إبداعه من قبل ، أو طائر إبداع غيره ، ومن الشعراء من لا يجتاز تجربته حدود التلقائية ، ولا يرهق نفسه في التفكير ، والبحث عن الجديد ، وقد يكون هؤلاء لا يملكون أدواتهم كاملة ، فلا عذر لهم ، لأنهم استعذبوا الكسل ، والركون في مستنقع المباشرة الرديئة ، التي لا تزينها الفنية ، وعدم خوض التجارب ، والكشف عن الجديد من الواقع أو من الخيال واستخدامه ، فمن عرف التجارب طابت له المشارب كما يقول المثل.
ونحن بصدد تجربة رائدة ، صلبها / قوامها / بنيانها اللهجة العامية المصرية الأصيلة ، والتي تضرب بجدورها في أعماق الشعبية ، فشاعرنا اتجه اتجاهاً مباشراً نحو هذا الوعاء الوطني الأصيل ، ليستقي منه مفردات العامية لقصائده ، واستطاع الشاعر تضفيره للأحداث التاريخية ، بأسلوبية شعرية ، استخدم فيها كل مكونات التجربة الشعرية ، والتي تعتمد على الموهبة والأدوات المشار إليها سابقا ، والتصوير الفني والثقافة ، وأعتقد أن ما يقدمه الشاعر ، هو مشروع بذاته ، وإن لم يقدم بعده أي أعمال شعرية .
ومن ( حكى ) نذهب مع الشاعر صلاح يوسف لنكتشف ما حكاه أو رواه على صفحات ديوانه ، وتكملة لما أسلفناه ، فالحكاية تشير بعمومية مضمونها إلى أحداث عاشها الشاعر ، أو رواها له آخر ، أو نقلها عن غيره ، وفي كل الحالات نجد (حكى ، يحكي ، حكاية ، حكي ) ، وكل هذا من السرد في التفكير ، الذي استطاع الشاعر ، صياغته بمهارة كي يقدمه للقارئ في قصائد من الشعر .
قد تكون صورة كارتونية لـ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏على الفيشاوي حكاوي ومصرنا أسرار للشاعر صلاح يوسف يو عدى طب الجفاف طول عمر صالیه لضهر قدام الطاغو فرعون غرق خاف وانا العجاف العذر هز ضمت نور الخليل الطهار العفا سما صدق بتحضن كفها والخوف المصطفى الضلمه نوره محد هاجر قهوة الفيشاوي d แر प्ार بوسف HH او ابتلاء هانتنى واستكین ولا هانحني هايشقنى بدون حدود بولادی الجنو بصلب ماضعف فيه عمری HIIIIH BLTU يكفيني‏'‏‏
وعن مقهى الفيشاوي بجوار مسجد سيدنا الحسين ، فهو أحد مقاهي مدينة القاهرة العتيقة ، يوجد بحي الأزهر الشريف ، بمنطقة خان الخليلي ويعد من أقدم المقاهي ، وقد أنشأ في عام 1797 م ، وكان المقهى المفضل للكاتب العالمي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأداب ، ولعل الشاعر صلاح يوسف أراد أن يربط بين حب نجيب محفوظ للمقهى ، الذي شهد مسودات رواياته ، ورغبته في أن يشهد الفيشاوي على حكايات صلاح التي سيرويها ، كما شهد على أعمال كاتبنا الكبير نجيب محفوظ ، ومن قبله قصده الرائد المفكر جمال الدين الأفغاني ، والشيخ المجدد في الفقه الإسلامي محمد عبده وسيدة الغناء العربي أم كلثوم ، وفي المقهى غرفة من ثلاث غرف كانت مخصصة للملك فاروق وضيوفه ، تستقبلهم في شهر رمضان .
وبالقول الأكيد الذي لا يقبل الجدال أو الشك ، أن ( مصرنا أسرار ) ، فما زالت الأسرار مدفونة في ربوعها ، فمن يصدق أن يكون حجر رشيد الذي عثر عليه ، على يد جندي فرنسي يدعى ” بيير فرانسوا بوشار ، من جنود حملة نابليون على مصر عام 1799م ، فوق طابية رشيد بالقرب من مدينة رشيد في دلتا النيل ، ويرجع النقش إلى عام 196ق.م ، حيث حرره الكهان كرسالة شكر إلى بطليموس الخامس ، لأنه رفع الضرائب عنهم ، وكان الحجر عليه ثلاث لغات ، الهيروغليفية ، والديموطيقية ، والإغريقية ، واستطاع أن يفك شفرته العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون ، وفسر ما عليه من كتابات .
وفي وصفه الشعري للمكان ، وهو على مقهى الفيشاوي ، والذي سيشهد مولد ديوانه الشعري ، ولأنه يهوى ويعشق ، أن يسترجع الماضي من أجل تنشيط الذاكرة الشعبية ، نراه يصنف ما سوف يقصه من الحكاوي ، بأنها الملحمة الشعرية ، والتي سوف يفترش مداها التاريخي عن وطنه الطيب ، بداية من الفتوحات الإسلامية لمصر .. بالفتح الأول على يد الصحابي عمر بن العاص ، في عهد أمير المؤمنين عمر بين الخطاب رضى الله عنه .
والجميل أن يتخذ الشاعر ” مصر” رفيقته ونديمته ومؤنسته ، يقول هو ، ويجعلها تقول هي ، في مراوحة رائعة ، خلقها هو ، ويشرك أيضا أحد الشخصيات التي كتبت التاريخ كالجبرتي ، وهذا المشاركة القولية ، برغم صعوبتها إلا أن صلاح يوسف مارسها بجداره في حديث الراوي في استخدام الضمائر .. ( أنا ، هي ، هو ) ، حيث يعيش في حالة عشق لإبداعها .
ويعلن عن حبه وهو في انتظار طلتها ، ويفيض غرامه بالحنين والشوق لحد الانصهار، مع سؤاله الذي يعبر عن غيابها في بعض الأوقات .. يسأل : روحتي فين؟! وهو على ما هو عليه ينتظر على شط السعادة ، ينادي والصدى يرجع أنين ، وهو يقر ويعترف ، أن اللقاء دائماً نصيب ، ولكن أمله ، ( اللقا حتماً قريب ) .
وقبل أن يدق باب الملحمة ، يرجو منها التقاط أنفاسها بالراحة والتي تجلعها في تهيئة لهذا المقام ، وهو لا يبتعد عن تواصله مع الفيشاوي .. يا فيشاوي / صب لموون / دي القاعده صباحي .. ولأنه الفارس المصري الأصيل يطلب منها أن ترمي حمولها عليه .
وفي افتتاحه الرومانسي يقول : ” عصفوره تنسج / حلمها الوردي / في المشربيه رموشها شاورو لي / وانا ع الفيشاوي وقلبي جوه الخان / خان الخليلي بيشرب / م الحسين أنوار ” ، وهو استحضار طيف الحبيبة مصر في صورة فنية تعلن عن عاطفة الانتظار .
وفي موضع آخر بالديوان تتصدر الصور الجزئية ، الفقرة العاطفية ، وتتوالى حتي تلج هذه الصور وتنسجم وتتناغم في بعضها ، في لوحة فنية كلية ، لا تصعب على القارئ الاستمتاع بها ، فهي محملة بدلالة المعنى والغاية ، فيقول : ( أنا وهيّ / وكات القهوه تالتنا ، نسيم الروح مبعتر جوّه ضحكتنا / ولما أبص في مرايتي / واشوفك نور في وجداني / عيونك تحكي موالنا / تدوب النظره في حناني / أضم الشوق وأشتاق لك / وأحلم روحي بتقابلك / حروف الحب تتناغم على قدك / وتبدر فيض بساتينك بورد أحمر / دا من خدك / ندى من عطرك الفواح / بيملا قلبي بالأفراح / مسا وصباح / عيونك بحر أشواقي / حضنتك والنسيم دافي / معاكي تحلى أوصافي / وهبتك عمرى انا الباقي / ولا هقدر على بعدك ) ، هذا المقطع الممتلئ بالصور والتشبيهات المتلاحقة والتراكيب المتناسقة ، ، والصور الجزئية التي تفضي بعضها إلى بعض ، وتمتزج مع الأحاسيس والمشاعر ، لترسم اللوحة الفنية الكلية ، كما ذكرنا ، لحالة من الحب ، والغرام والغزل ، لتصبح صورة رومانسية تفيض بعواطف أخرى هي حميمية القرب والانتماء والوطنية .
ويبدأ عمليه استحضار أخرى ، لعظمة مصر ، بامتلااكها لأزمنة وأمكنة وشخصيات ، لا تمتلكها بلاد أخرى على أديم البسيطة ، وبفلاش باك على قصة سيدنا موسي وحكايته ، ” وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”، لتأخذه امرأة فرعون من النيل ، ليتربي في قصر زوجها ، ويشب شابا قويا يافعا ، ثم يلجأ إلى مدين بعد أن قتل نفسا ، ومن مدين إلى أرض سيناء ، وهناك يكلمه الله ويكلفه بالرسالة ، ويعصى فرعون ربه ويتحدى سيدنا موسى بالسحرة ، وتغلب معجزة الله ما أتى به السحرة من السحر ، ويؤمنون بما جاء به موسى ، وفي ذهابه ببني إسرائيل يتبعه فرعون وجنوده ، وينقذه الله وقومه بمعجزة أخرى هي شق البحر وتجمد الماء بضرب العصا ، ويغرق فرعون وجنوده .
ونرى الحكمة من هذه البداية هي استحضار عظمة مصر التي تربى فيها سيدنا موسى وهارون ، وتربى فيها يوسف بن يعقوب ، ولجأ إليها المسيح وسكنها هو وأمه مريم العذراء ، وولد فيها إدريس ، عليهم جميعا السلام ، وحالة أخرى ، حين أرسل الرسول صلوات الله عليه إلى المقوقص عظيم أقباط مصر برسالة يدعوه إلى الإسلام ، فأرسل إليه المقوقص مارية القبطية ، التي تزوجها سيدنا محمد ، وأنجب منها سيدنا إبراهيم ، الذي مات في طفولته ، وإشارة أخرى إلى شهادة سيدنا محمد في أهل مصر ، والتي استخلصنا من معناها ، والكلام موجه للصحابه رضوان الله عليهم ، إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جنودا ، فهم في رباط إلى يوم القيامة ، ووصية الرسول إلى قادته بأن لا يقطعوا شجرة ولا يقتلوا شيخا أو طفلا أو امراة ، لإظهار عظمة الإسلام في الغزوات .
لقد حشد صلاح يوسف كل هذا في مقاطع شعرية متضافرة ، والتزامه الوطني ، أن يقدم قيمة حقيقة للإبداع الشعري .
واستطاع أن يقسم ملحمته إلى قصائد تشملها حالات تاريخية للعصور كما هو بالديوان .. ( ما بعد الصحابة ، الأمويين ، العباسيين ، الفاطميين ، الأيوبين ، المماليك ، محمد علي وأسرته العلوية ، الفرنسيين والإنجليز ، جمال عبد الناصر ، عصر النصر 73 ، السلام ، الثورة )
ومع تخيله بأن الحبيبة معه ، يمسك بطرف بداية الفتوحات الإسلامية ، حيث يرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، الصحابي عمر بن العاص ، والذي أطلق عليه أرطبون العرب ، لدهائه وعبقريته ، ليرمي به أرطبون الروم ، الذي اتصف بالدهاء والخداع والمكر في الشام ، وتدور رحى المعارك ، ويقهر جيش الإسلام الصعاب ، وتطهر أرض الشام والأرض المقدسة ، من غزة إلى نابلس ، وعسقلان ، والقدس ، وفي القدس كانت وقفته بأوامر عمر بن الخطاب الخطاب ، ويقول صلاح يوسف .. ( أرطبون العرب ذل أرطبون الروم ) ، وينتقل الشاعر بقوله ” حبك في قلبي اشتعل ، والقاعده مالها لزوم ” ، حيث كان الهدف ” غزو مصر ” ، والتي سمع صوتها وهي تنادي ، وبيقين يقول : ” جي لك صباح نادي ” ، بعد الليل والمآسي التي لاقاها أقباط مصر من حكم الرومان .
وتبارك خطواتهم على اثر خطوات الرحلة المقدسة ، من العريش إلى المساعيد ، والعبد ، إلى بلبيس ، وينتصر جيش الإسلام ، ويبني المسلمون مسجدا ، اطلقوا عليه اسم ” سادات قريش ” ، تيمنا بصحابة رسول الله ، وجيش الإسلام يتحلى بالصبر ، وأمام حصن بابليون ، الذي بناه تراجان في وقت الاحتلال الروماني ، وتمر الأشهر الصعاب ، ويتحصن البيزنطيون خلف الحصن ، حتى انهار الحصار بعد سبعة أشهر ، ويفتح المسلمون مصر في ترحيب أقباطها بهم .
لقد عبر الشاعر بما لديه من ثقافة تاريخية عن أحد وأهم الفتوحات الإسلامية الرائدة ، التي قادها الصحابي عمر بن العاص في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويبنى المسجد الأعظم ” عمر بن العاص ” ، ليكون أول المساجد بالقاهرة .
ويتوالي على مصر الولايات ، من بعد عمر بن العاص ، حيث عزله أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه عام 24 هجريا ، قبل أن يعيده عليها معاوية بن أبي سفيان ، ويموت بها عام 43 هجريا .
ويليه عبدالله بين أبي السرح ، وكان واليا على الصعيد في عهد عمر بين الخطاب ، ثم ولاه عثمان بين عفان مصر ، وغزا أفريقيا ، وغزا ذات الصواري ، وأساور ، ما بين 24 هجريا إلى 35 هجريا .
واغتصب محمد بن أبي حذيفة الولاية من عبد الله بن أبي السرح
ثم اغتصب قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الولاية من محمد بن أبي حذيفة ، وولي عليها الأشتر مالك بن الحارث النخعي ، ومات قبل أن يصلها في قرية الألج ، كانت بعيدة عن الفسطاط .
وتولاها محمد بن أبي بكر ، بعد الأشتر ، ثم أرسل معاوية عمر بن العاص إلى مصر مرة أخرى ، وحبس محمد بن أبي بكر وانتهت بمقتله .
وبرغم أن الموضوع أكبر من أن تحتويه قصيدة ، إلا أن الشاعر صلاح يوسف أوجزه ، بملامح وإشارات ، تفي معرفة فترة تاريخية ، بأحداثها المهمة .
واستقر الحكم لمعاوية بن ابي سفيان بتنازل الحسن بن علي بعد وفاة والده ، وتوقفت الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات ، ورتب معاوية الحكم من بعده لابنه يزيد يرثها من بعده ، واستمرت الدولة الأموية تسعين عاما وانتقل الحكم الى أبناء عمهم العباسيين بعد معركة بين الأمويين والعباسيين ، انتهت بهزيمة الأمويين .
وتبدأ الخلافة العباسية بأبي عباس السفاح ، ثم انتقلت لأخيه أبو جعفر المنصور ، ومضت الخلافة في ذريته ، واستمرت دولة العباسيين خمسمائة سنة ، ولكن الدولة الإسلامية لم تستمر موحدة ، فقد أنشأ الأمويون دولة جديدة في الأندلس ، عندما تمكن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الملك من الفرار إلى الأندلس وأقام دولة أموية هناك .
ومن الحكم العربي الراشدي ، إلى الأموي ، فالعباسي ، فالطولوني ، والعباسي مرة ثانية ، فالإخشيدي ، فالفاطمي ، فالأيوبي ، فالمماليك ، أحمد بن طولون ، فالعثمانيون ، فالمماليك مرة أخرى ، على يد علي بك الكبير ومحمد أبو الدهب ، مراد بك ، إبراهيم بك، حتى قدوم الفرنجة عام 1798م ، ثم احتلال عثماني 1801م ، ثم تأتي الأسرة العلوية ، وهي سلالة مصرية ذات أصول ألبانية ، أسسها محمد على باشا 1805م ، من الباشوات والخديوات من نواب السلطان ، واستقل بمصر ، وحقق محمد علي باشا نهضة في التعليم والزراعة والصناعة ، وتمكن حفيده اسماعيل ، أن يستقل بمصر ، وواصل الخديو توفيق ، ثم حفيده عباس حلمي ، وعلى هذا الطريق استكمل بناء الدولة الحديثة ، وبسبب المشاريع الضخمة مثل قناة السويس ، وفتح السودان ، وبناء السكك الحديدية ، والمتاحف ، ومحاولة تقليد النظام الأوروبي الحضاري ، أصبحت مصر مدينة بأموال ضخمة لكبرى القوى الأوروبية ، ( فرنسا وانجلترا ) وكان السبب المباشر لدخول القوات البريطانية إلى مصر 1882 ، ثم أصبحت منذ عام 1914م تحت الحماية البريطانية ، وقامت العديد من الثورات الشعبية ، وأصبحت مصر سلطنة ويحكم حسين كامل ، وفؤاد الأول ، حتى معاهدة 1936 ، وانتهى عهد الملكية في مصر بقيام ثورة 1952 م والإطاحة بالملك فاروق ، وإصبحت مصر ، جمهورية مصر ، بقيادة اللواء محمد نجيب ، وكانت نهاية حكم الأسرة العلوية 18 يوليو 1953م ، ثم يأتي الزعيم جمال عبد الناصر ، ثم يشير الشاعر إلى عصر النصر ، فالسلام ، ثم الثورة .
ونعود إلى سياق التسلسل الذي بدأناه سالفا ، وفي عصر الفاطميين لأظهار جماليات هذه الحقبة الزمنية ، وهو ما زال يجلس على الفيشاوي ، وليل البلاد حزنان ، ورغم ذلك يهدهد قلبها ، ” فمتخافيش يا حبيبتي ” ، نجده ينادي ، ” يا فاطمه الزهراء / ويا قلب قلب النبي / روح الحسين بتهتف / والأمل في طلعة الصباح الفتاح ” ، وينتقل إلى زمن المعز لدين الله الفاطمي ، وبعد السكون والدم الطري على الملامح ، يأتي الأمل ” فوقي يا مصر وزغرطي ، باستقبال رأس الحسين ، برغم الأحزان التي غمت الناس ، إلا أن الخير في بشرى النبي له بالجنة . ويأفل نجم الأخشيدي ، ويجيء زمن جوهر الصقلي ، وبناء الجامع الأزهر ، وفي عهدهم تزينت القاهرة الفاطمية . لقد أحسن الشاعر طرح المشهد الذي صور استقبال المصريين ، لآل بيت النبي ، ومن يفعل ذلك غير الشعب المصري المحب لله ورسوله وآل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليه .
وأما عن فترة المماليك ، فكانت أهم ملامح هذه الفترة ، هو استقدام الخليفة العباسي ، المعتصم بالله جنود تركمان ، ووضعهم في الجيش ، كي يعزز مكانته ، بعد فقد الثقة في العرب والفرس ، التي قامت عليهم الدولة العباسية ، ولقد شجع الخلفاء والحكام آخرين في جلب المماليك . وقامت هذه الفترة على سيف الدين برقوق ، وعز الدين أيبك ، وطومان باي ، أما عن شجرة الدر ، فقد كانت جارية حررها السلطان الصالح نجم الدين أيوب ، وتزوجها ، ولمّا مات تزوجها عز الدين أيبك ، وشاركت أيبك الحكم ، وماتت بضرب القباقيب ، وفي هذه الآونة كان سيف الدين قطز الذي تولى بعد وفاة عز الدين أيبك ، وقهر قطز والظاهر بيبرس التتار المغول في عين جالوت ، ولم يكن من الغريب ، أن تعرّف مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصالحية ، ولقب بالملك الناصر ، وتحرر القدس والمسجد الأقصى على يديه بهزيمة الصليبيين ، أما عن انتهاء مملكة المماليك ، على يد سليم الأول العثماني ، بهزيمة السلطان طومان باي .
وعند عبد الناصر والثورة وبداية حكم المصريون لبلدهم ، ورغم جنون الإعداء الذين توحدوا بعدوانهم الثلاثي ، ( انجلترا ، فرنسا ، إسرائيل ) لضرب مصر ، إلا أن الزعيم جمال عبد الناصر ، يأمم قناة السويس ، وينتصر المصريون على الأعداء في بورسعيد الباسلة ، وفي قوة وتحدي تبني مصر السد العالي ، برغم تخلي الإمريكان ، ورفض صندوق النقد الدولي تمويل السد ، تم بنائه بدعم الروس ، وتُبنى المصانع وتزدهر الصناعة المصرية ، وتُمّلك الأراضي للفلاحين ، ويقضى على الإقطاع والرأسمالية والاحتكار ، وكيف تنعم مصر بحريتها في ظل العيون المتربصة لها ، فاعتدت إسرائيل على أرض سيناء واغتصبتها ، وانتكست مصر في 67 ، ولن يقبل الشعب المصري تنحي عبد الناصر ، وخرج عن بكرة أبيه يرفض التنحي ، وتبدأ حرب الاستنزاف ، التي كبدت أسرائيل من جنودها وعتادها الكثير ، وينتقل الحكم إلى السادات بعد موت عبد الناصر ، ويأخذ قرار الحرب ، وفي اكتوبر 1973م يسترد جيش مصر أرض سيناء من الإسرائليين في حرب الست ساعات ، ويُغتال السادات رجل الحرب والسلام ، ويعلن الشاعر عن موقفه السياسي ، بأنه مع السلام ، ولكن يرفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، ويحكم مبارك مصر أكثر من ثلاثين عاما ، وتقوم ثورتان أطاحتا بحكمه ، وينعي الشاعر زمان ، وله الحق فيما يراه ، حيث يطرح رؤيته وموقفه ، وما وصلت إليه الأحوال ، في مقطع شعري بدلالة المعنى .. وفين القمح والمصنع / وفين زرعي اللي كان أخضر / واحشنا يا قصب سكر / وفين القطن أبو تيله / وجاب النيل بدال الطمي جاب نيله / وعيشه ماشيه بالتيله / وكتاني وبستاني / وايد شقيانه علشاني / يا جيل يتحالا بالتاتوه / وبالبوكسر / وراح صلبي وبان غلبي / وفين المصنع الحربي / رجال أعمال وجايه في زمن أغبر / جواز المال مع السلطه / بقت سلطه .. إلى آخر التحولات والإسقاطات التي ساقها في هذه القصيدة بعين الناقد السياسي ، والتي عبر فيها عن اقتحام الثقافة الغربية ، وتأثيرها على الشباب ، وانحلال الأخلاق ، بضياع الدين ..!!
ولكن وبرغم كل هذا يجعل مصر تتحدث عن نفسها في أروع ما تقدمه من عظمة وفخر وأمل لا ينقطع .. فيقول بلسانها ( طول عمري صالبه الضهر قدام الطاغوت / فرعون غرق من نظرتي وموسى ما خاف / وانا كنت روح موسى في السبع العجاف / العدرا ظاهره بروح محبه للعدّى وقال عواف / هزت في جذع النخله طابت م الرطب / ضمت وليدها تبل ريقه م الجفاف / نور النخيل لما لمحته أهدته هاجر / أم الطهاره والعفاف / أم اسماعيل اللي صدق / زمزم بتحضن كفها والخوف مرق / والمصطفى م الضلمه قام شرق / طول عمري عزه ومجد / فخر وكبرياء / من أي داء أو ابتلاء / بصلب في عودي ما هانتني / انا عمري ما اضعف واستكين ولا هانحني / ولا فيه عدو هيشقني / أنا مصر …. فخر …. لكل عصر بدون حدود …. بشهامه …. أرفع راسي …. بولادي الجنود / يكفيني …. الله الغني . ويختار .. ( أنا مصر / فخر لكل عصر بدون حدود / بشهامه / ارفع راسي / بولادي الجنود / يكفيني / الله الغني ) .. ليكون اللازمة والمرّجع الرائد والذي يختم به الكثير من الحكايات.
ولأن كل تجريب يحتاج إلى وعي ، والوعي تسبقه قراءة واطلاع ، فقد وفق صلاح يوسف في أحاسيسه ومشاعره ، وهو يكتب الرومانسية ، وأيضاً وفق في استدعاء تلك الأحداث العظيمة من الماضي السحيق ، في تجربة فريدة ، هي الملحمة التي أراد تقديمها للمكتبة المصرية والعربية ، فهي قصيدة طويلة لو أننا حذفنا العناوين ، تحكي مسيرة أو سيرة تاريخية ، مشحونة بالأحداث ، التي أحدثت تحولات غيرت وجه التاريخ ، ووضعت مصر على مشارف كل مرحلة من السكون للحركة ، ومن الحركة للسكون ، تغير وجه الولايات والحكام ، وأوجه البلاد ، والنفوس البشرية ، والصراعات على الحكم ، كما أن التجربة أفادت بأن مصر دائما تترصدها عيون الأعداء ، كما أوضحت ، ولمدى أهمية موقعها الجغرافي والتاريخي والاستراتيجي / في ملتقى قارات العالم ، فهي ملتقى أفريقيا وأسيا ، وقريبة من السواحل الأوروبية ، وأهمية قناة السويس كما ذكرنا سالفا ، والتي تربط بين الشرق والغرب ، وغزاها الفرس والرومان والبطالمة ، وهي تحتضن العديد من الحضارات ، المصرية القديمة ، واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية ، وهي وحدها تمتلك ثلث آثار العالم ، وهي الساحرة بطبيعتها الجميلة ، وتُحسد مصر من أجل عظمتها وتاريخها .
والحقيقة أنني حين أردت الاستشهاد بمقاطع شعرية لسردي التاريخي المنبثق من حكاوي صلاح يوسف ، وجدت أنني يجب ويلزم الاستشهاد بكل ما كتبه الشاعر ، بمعني أن أستشهد بالديوان كله ، وكان من الصعوبة ، وكان ميلي إلي هذه الطريقة النسقية لقصائد الديوان في الوصف والشرح والتحليل على قدر ما ألهمني الله ، وبقدر ثقافة متواضعة لمواكبة هذا الزخم الرائد في هذه الملحمة .
ولقد أحسن الشاعر استخدام السطر الشعري الذي ينطق بالإيقاع المتسق مع الفكر والأنفعال والإدراك الحسي ، ويتجسد كل هذا في البناء الإيقاعي ، مع اتساق المفردات ، ليتضح من خلال هذا إظهار الدلالة والغاية . وعلى سبيل المثال لا الحصر يقول : ” ولادي دنيتي وبيتي / بنيتهم طوبه فوق طوبه / في عز البرد في طوبه / وليه يا دنيا معطوبه / وتييجي عندي مقلوبه / برغم الشرخ في قلبي / وبرضه العفه مطلوبه / وأمري جي من ربي / ينوّر في الأمور دربي / وعمري ساقيه بتدور بي/ هاتفضل عزتي قامه “.
وبرغم أن هذه الدراسة أرهقتني بمتابعة هذا الحشد التاريخي لفترات امتلأت بالأحداث المتباينة والمتغيرة التي غيرت أوجه الحياة في تلك العصور في مصر ، إلا أننى سعدت بالسياحة في عالم الديوان / الملحمة للشاعر صلاح يوسف . وأتمنى له الانتقال إلى تحفة أدبية أخرى ، لإثراء المكتبة المصرية والعربية .

Wednesday, November 16, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : للحق دار

للحق دار
فاتحه بيبانها 
ع البراح
زرعها أخضر ندي
لا ينحني
ينجلي ف عين 
الحياه 
مفطور  جبينه
للصباح 
ونهار عيونه 
مفنجله
لحلم وأمل

للحق دار
يعشق زمان
الطيبين
الشقيانين
على لقمه العيش
الحلال
لا تبيع صداقه
بكنز مال
وقلوبها أصفى
م الحليب
فيها البراءة
عصفورين بيحبو
بعض
ويعشقو حضن
الوطن
 
للحق دار
نفسي أكون له
كلمه ما تعرف
أفول
كلمه نجمه
كلمه قمره
كلمه شمسه
كلمه ضي
ونور صباح
ونهار أبي 
كلمه في القلب 
النبي

للحق دار
شبابيكه طله
ع الربيع 
مفروش ورود
وعطر فواح
بالفرح
لا حزن فيه
ولا جراح
ولا بكا
مدده السما 
--
نبيل مصيلحي

محمد شريف يكتب: لما تغيب

لما تغيب..
بتغيبلك رووحى..
وافضل اكلم نفسىى
ورووحى .
ألقى غيابك صحا جروحى .
وافضل ادور عنك فيا..
نفسى اناديك.
وترد عليه.
وألقى اديك بتنام ف ايديا.
...   .  ،،،
ظلم كبير إنك تنسانى .
وافضل تايهة ف عنوانى .
......
لما بدووب فيك أشواقى .
بلقى حنانى يدوب ف حنانك.
ومهما تغيب وتطول بعدك.
هافضل صاين عهدى لحبك.
.........،،،،،
دة انتا منايا..
وانتا دفايا.
وانته شموع بتقيد دنيايا.
انتا هوايا
وانته بعيد قلبك ويايا.

Monday, October 24, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : النحل عاطل جوه قلبه شتات

الشمس فين في غيمة  الانوات
الشمس ماتت ولا داسها فوات
عشان تكون   كنت ليه فرعون..؟!
عشان تكون كنت أعلى سكات
لا سمعت قول وفضلت تبقى انتا 
ونفوس كتيره فوق رصيف الخوف 
تاهت ما بين الدمع والأنات
والنحل عاطل جوه قلبه شتات
لا فيه عسل ولا مش في الزلعات
النور  رحل وصهللت عتمات
وايدين دموع تسأل وحالها الشوم
وعيون خاصمها الشوف وأمرها ساء
أصبح ما فيها غير هوان وموات..!!