Saturday, August 6, 2022

د. إبراهيم عطيه يكتب :مقام القرب

من رواية أطياف الملائكة
مقام القرب
جلست أتأمل ما حولي من روعة وجمال ، في تبتل وخشوع ، عرفت كيف أبداً سلوكي معهم بتحقيق معاني السمو والعفو ، بالتخلي عن كل ما اسمع نتيجة حقدهم وحسدهم ،والتحلي بالرفعة عن الصغائر ، وتهجدت نافلة من الليل ،وقلت رب ادخلني مدخل صدق، واخرجني مخرج صدق ، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
عرفت كيف ينعم العبد بمنزلة القرب ، وعرفت الحب في مقام القرب ، وتجلت ضحكتها ورأيت ملكا يصعد في السموات ، وتحت أجنحته أطباق من نور،، كلما مر علي ملأ من الملائكة ضجوا بالتهليل والاستغفار،فانطلقنا ، ادخلني دارا لم أر احسن منها ، فانشرح صدري فيها ،ورايت شجرة يجلس تحتها شيخ ، متكئ وحوله الوصيفات من الأبرار، يحملن قوارير من فضة ، وعناقيد تتدلي  ثمارها حوريات النور ،وحوله مجموعة من الصبية صعدوا بي وطوفوا في نور روي صدري من ماء العشق  ، وطوقتني غلابة زرقاء ، فاخضر النور ، ورأيت ما رأيت من روعة الوصل ما لا يراه الناظرون .