Sunday, August 28, 2022

د. عاطف جوده يكتب :صانع الحصير

عن الذي كان في الريف زمان
الحلقه السادسه والستون
مهن ريفيه
14-صانع الحصير " الحصري"
صناعه الحصير باستخدام نبات السمار من الصناعات القديمه التي استمرت فتره طويله حتى دهسها قطار التطور وظهور وانتشار الحصر المصنعه من البلاستيك فالموكيت والسجاد بأنواعه المختلفه.
وفي الاخبار ان سيدنا رسول الله كان ينام على الحصير حتى كان أثر الحصير يظهر على جنبيه.
وفي القريه زمان ، كانت حصيره السمار جزء من الحياه اليوميه فهي موجوده في كل بيت، نجلس عليها ونستقبل  الضيوف في الاحزان والأفراح  وكانت جزء من جهاز العروس،وكل مساجد القريه مفروشه بالحصير.
وتعتبر المصليه  الحصير من القطع الهامه 
التي يتفنن الصانع في صنعها، فيرسم عليها تاره شكل القبله وتاره يزينها بالوان مختلفه، وكانت تحفه فنيه رائعه .
تصنع الحصير من نبات السمار وهو عباره عن عيدان طويله وهو نبات محب للماء كان يزرع في العباسه بجوار ابوحماد وفي التل الكبير، يقطع ويترك في الشمس ليجف، ثم ياخذه الحصري ويضعه في الماء ليكون العود لين وسهل التصنيع وبعض العيدان يتم صباغتها باللون الأحمر او الأخضر لزوم عمل زخارف جميله .
ويصنع الحصير على نول على  الأرض مشدود بالخيوط على اربعه اوتاد ، يقوم الحصري بتمرير عود السمار بين هذه الخيوط وكل فتره يدقها بخشبه طويله مثبته في النول تسمى المضرب لتصبح العيدان متقاربه ومتماسكه.
وقريتنا كان فيها اكبر عدد من الأنوال لصناعه الحصير، محمد ابوحسن في حاره الصوالحه، اولاد فج النور، جنح، عبد المالك الجناني ومحمد ابوإمام في حاره الشراقوه، ولكن أشهر حصري كان المرحوم فتوح ابوعبدالله، وكانت ذروه الشغل في رمضان لان الجميع يريد أن يفرش حصيره جديده في العيد.
ومهمه الحصري شاقه ومتعبه، ساعات طويله يقضيها جالسا القرفصاء محني الظهر على النول، وكان يستعينون على هذا الجهد بالحكاوي الشعبيه والامثال
ولعلي لاانسي ليله رمضانيه عند عمي فتوح ابوعبدالله وهو زوج بنت عمتي وكان معي الحاج حامد أبوسليمان وبدأ عمي فتوح السهره بمثل
قديم إن حكمت الصنعه تنازلت عن حقي
وظل يحكي مضرب هذا المثل حتى وقت السحور.
كانت ايام جميله
وغدا حلقه جديده ان شاء الله