Thursday, December 8, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : في عيد ميلاد القليوبي

هيثم القليوبي.. بمناسبة عيد ميلاده
--
أيام ورا أيام والعمر بيعدي
قطر الحياه ماشي في سكته دوغري
لا باختياره يوقف ولا باختياره يسير
مجبر على شيلته مأمور  ومتسخر  
بيوصل الأنفاس لآخر المشوار
وقت القدر تطلع م الجسد  روحها
طريق خلاص انتهى ولا فيش رجوع منه
فالدنيا دي فانيه  عليها الكل فان
عرفت فيها كتير دنيا ماليها أمان
عرفت فيها الخاين والوغد والغدار
وصاحب المصلحه ويا  الجبان الفار
واللي بتاكله الأنا وتقيد في قلبه النار
وخسيس في وقت العطا  يديك قفاه وضهره
الدنيا فيها كتير ما يسوى نظرة عين
وفيها إبن الأصول الراجل المجدع
تلقاه في وقت المحن جنبك ما يتزحزح
يمسح عينيك م البكا يهدد على كتفك
ويشيل عنك هموم  لو بالكلام ترتاح
يا نفسي ما تخبي قومي اذكريه قولي
اسم الأصيل "هيثم " والنقب "قليوبي"
القلب زي الحليب خالي من الادران
والعقل فيه الدهب واللولي م الأفكار
إنسان كريم حاتمي وعطيته في السر
لا شوفت فيه الغدر ولا الخيانه لحد
ولا كان في يوم مغرور  ولا حقود وحسود
أنا شوفت فيه نفسي قربته من روحي
وفتحت له قلبي يدخل بلا استئذان
ابني اللي ما خلفته وفرحت بوجوده
أصل بصراحه صعب انك تلاقي اتنين..
على شكل "قليوبي"
--
نبيل مصيلحي

Tuesday, December 6, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : إنتَ الكبير

إنت الكبير  .. مهداه إلى شاعر مصر الكبير.. إبراهيم رضوان 
--
العدل في الميزان لو الميزان معدول
لو الميزان قايم في عيون تحب النور
أما القلوب السوده معقوده بالأوهام
مليانه بالغيره والحقد والأصنام
يجي الزمان ويروح ياخد معاه ما يسيب
لا قرد فوق شجره ولا فرخه في عشه 
ولا شهرزاد  فضلت لشهريار وناس
فرعون عتى في الأرض
ومات غريق البحر
وابرهه الحبشي عفن على فرشته
وبالنعال مات أعتى ملوك الأرض
الموت ما بيخليش لا فيل ولا كتكوت
طب ليه بنتعارك نخلق مشاكلنا
ونشيل في أنفسنا هم الحقود والشين
خلينا زي الصبح ما يهمه عتمة ليل
خلينا زي الفجر يفصل ما بين البين
خلينا اسطوره   تعيش على الأزمان
يا عمنا المظلوم في زمان ماهوش زمنك
إنت ابراهيم رضوان زمنك عطاك نقبك
إنت الكبير فينا.. إنت الكبير لينا.. إنت عبير الشعر
إنت إللي قولت زمان وقت الشدايد مدد
إنت إللي فينا بان في القايمه أولنا
إنت القمر  من فوق على عصرنا باين
وقولت أجمل قول .. وحيات رب المداين
وكتير من الحواديت الحلوه في الاشعار
غنت منى ومنير وشاديه ونجوم مصر
ونوح ما سابك يوم ولا فات جميل شعرك
إنت إبراهيم رضوان حبسوك عشان الحق
ضحيت عشان النور يفضل لنا عنوان
يا أمير بحق القول للشعرا في زمانا
معرفش ليه الغل واكل قلوب البعض
معرفش ليه الحقد في لحمنا بيعض
معرفش ليه الحسد ورانا  فين ما نروح
الناس دي ليه مقرفه قرفانا بوجودها
يا عمنا يا كبير سيبك من الهلافيت
أمات كلام معيوب وحنجره طبله
بيطبلوا بالخرف والحرف مات فيهم
من جهلهم قالوا  والقول هبل مجنون
ولو أن فيهم عدل هيقولوا صح القول
ويعدلوا الأوزان
ويشهدوا بالحق ويعلو فوق رضوان
معلش يا عمنا خلي العيال تلعب
حجرك يسيع لعبهم ويكفي اضعافهم
يا عمنا بالله انسى ما كان منهم
ولا تنشغل إلا  بقلب بيحبك
خليك مع الرحمن هوه العظيم قهار
سلم أمورك ليه صاحب المدد يرضيك
وتنول معاه الخير وجنة الرضوان
يا ابو قلب زي العسل
فيه إبراهيم رضوان
--
نبيل مصيلحي

Saturday, December 3, 2022

د. إبراهيم عطيه يكتب : من أطياف الملائكة

من أطياف الملائكة
ايها القلب المسافر في حنايا الروح ،قف قليلا عندما تسمع موسيقي العشاق ، ودع عيون القلب تفتح بصيرتك علي عوالم المنتهي ،واكشف عن سر مقامك ،وتحمل ،ألم الشوق الحارق ،من اين اتيت الآن ، بعد أن أصبحت تائها ، مؤرقا بالحيرة ، لماذا تأتي متأخرا إلي الذين هاجموا في العشق ..؟
يا سيدي .. لا تصم اذنيك عن سماع توسلاتي إليك ، فانت تقبع في قلبي وفي روحي ،كم تشعر بالوحدة في سماوات ملكوتك ، لا مرسي علي مرمي البصر ، لا تبحر الكواكب  إلا بنعمة نورك في الليل ،ملأت روض السماء بالنجوم  وارتقينا بروحنا وانكشف غطاء تخيلها وتعشق العاشق وارتوي من ماء الحياة الأبدية ، وتصعد إلي عنان السماء مع طيور  الروح التي تحمل صورتك في هلال القمر ، وخلقت فراشة تدور حول نورك منذ جئت وسرقت الصبر من قلبي ، واللون من وجهي ، والنوم من عيني وأغوتك الهيئة الطينية ، ونسيت أنك من تراب وهجرت جوهرك ،وارتفعت في الهواء صاعدا  إلي روضة الشوق .
الطريق لا ينتهي ، لا تتوقف عن السير وليكن قلبك دليلك ، لا تخف ، وتعشق العشق ، واروي روحك من ماء الحياة ، وافتح عينيك بالبهجة ، واتفض النوم عن أجفان الأزهار وتظلل بضوء الشمستحت ظل العشق واستيقظ من عتمة الليل ، واستنشق النور من روعة الفجر . 
يا حبيبي ألقيت بقلبي في قلبك وتبعتك يوم حملت الريح رائحتك فشنها قلبي المتيم حين حدقت في وجهك وشربت كأس خمرك وغرد الليل بأغنية جميل في عيون الناس ..القلب يعشق كل جميل ..
الملاك الذي سرق قلبي بعث برسالة مع فراشة قالت ..: 
- أنا ملك لك 
فاشتعلت النباتات العطشي ، عند الباب يا نور عيني وسوسن الروض وعبير الزهور الثمل وصوتك الفتان يغرد في الريح ، وخيالك يلمع فوق ماء النهر بضحكة تغمر قلبي الخاشع بالبهجة في محرابك ويظل عشقك إلي الأبد في حضرة بهائك

أحمد إسماعيل يكتب : تهويمات مرض

تهويمات مرض
......
هي امرأة من الجنة
من الحورِ
لا تعرف من الأسماء سوي أسمي
وتتداعي كما البلور
إذا ماجاءني خطبٌ يدق الباب
ينشط قاصدا رسمي
وكل حروف لهفتها جدائل نور
هي امرأة من البلور
تلملم فوق خديها حياء الهمس
وتـنفردُ
 كظل شجيرة تـنصت لنجوانا
وترمي الظل ...
 فوق هسيسنا المفرود قلب الرب
وينفرط خضار القلب 
يثمر في فراغ النفس ادعية 
وترتيلا ...
ونثر الدمع تكبيرا
وتهليلا
وترقيني بطهر رضابها المنثور
هي امرأة من البلور
تشفيني ...
 إذا ماحل بي سقم
وتهديني ...
إذا ماهم بي عِظم
وتـنفرط ...
كمسبحة علي كفي
هي إلفي ..
ورب الروح

Thursday, December 1, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : إبراهيم رضوان قلب ينبض بالوطنية

( إبراهيم رضوان ) قلب ينبض بالوطنية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة / في ديوان ( أغاني الثورة والثوار )
بقلم الشاعر الكبير
نبيل مصيلحي
ـــــ
الشاعر إبراهيم رضوان قلب ينبض بالوطنية ، يوزع وطنيته على أغانيه ، فتتجمل بالإبداع الوطني الثري ، الذي يعكس صورة من صور المقاومة ، لأنه يدرك تماماً دوره في المجتمع ، ونبضه الهادف والتوَّاق لكل أشكال وألوان الخير والحق والجمال ، يطرح فلسفة للحياة ، يغرف من نبعها ، يعزف على أوتار وجدانه ، معزوفات غير تقليدية ، لتستقر في الوجدان الجمعي ، لتصبح للأجيال القادمة سيمفونيات وذخائر للروح الوطنية .
ومن بين إصداراته المتعددة والمتنوعة على مدار مشواره الإبداعي ، أهدى إلىّ .. ( رضوى / أغنيات ، أغاني الثورة والثوار ، ودراسة في ديوان ( سوسنة ) للشاعرة / نادية لطفي ، من أعمق الدراسات الأدبية الإبداعية التي قرأتها ، تؤكد أن المبدع في تحليله ونقده للنص ، يختلف تماماً عن ذلك الناقد المنهجي ، ويبدو أنه أشفق عليّ من الكم الكبير من انتاجه ، والكيف الثري المتنوع ، وحتى لا أغرق في بحر إبداعه ، لعمقه وثرائه ، وحتى أنجز هذه القراءة التي أنا بصددها ، لذا راق لي أن أكتب قراءة موجزة جداً ، فأنا في الأرض ، وإبداعه شمس في سماء الإبداع .. نعم سأضفر منها ما أستطيع ، ومن قمر إبداعه سأملأ قناديل صفحاتي ، كي أقدم ما أنسجه وأحصده إلى القارئ معترفاً بأن هذا قليل جداً من سلسبيل نبعه المتدفق ، ومن سراج إبداعه الوهاج .
تخيل معي أيها القارئ أن كتابن فقط من بين إصدارات متعددة ، للشاعر إبراهيم رضوان يحتويان على ( 319 ) ثلاثمائة وتسعة عشر قصيدة ، فمن يملك القدرة على احتواء كل هذا في قراءة واحدة ، بما فيها سيرته الذاتية المدهشة ، وبما فيها من صفحات امتلأت بالتعريف والإصدارات ، وما هو تحت الطبع ، وما هو طبع بالفعل ، وأعماله في وسائل الإعلام ، وما تم تنفيذه في مجال الفن في .. ( الغناء والمسلسلات ، والمسرحيات والأبريتات ، وما حوته تلك الصفحات من جوائز وتكريمات وأخبار وآراء .
مبدع بحجم إبراهيم رضوان لابد من الوقوف أمام إبداعه وقفة احترام وتقدير ، وكذا أمام وطنيته ، ومقاومته لكل ألوان الفساد والاستسلام ، وبرغم المسافة الكبيرة بينه وبين الأجيال المختلفة والمعاصرة له ، استطاع أن يجمعهم في رحابة صدره ليفرد أجنحته الحنانـة عليهم ، ليشهدوا تواضعه الأنساني ، وروعته وعظمته الإبداعية .
لم يترك إبراهيم رضوان مجالا إلا وكتب فيه ، ولم يغفل عن مفردات الحياة المختلفة إلا وقد استخدمها ، استخداماً فنيا في قصائده وغنائياته .. ( الشمس والقمر والنجوم والفجر والصباح والنهار والبحار والصحراء والأشجار والورود والماء والخضرة والوجه الحسن .. ) فضلا عن المفردات المعنوية الحافلة بها إصداراته .
ويفتتح إبراهيم رضوان ديوانه الثورة والثوار ، بإقرار منه بأنه الفارس الوطني الذي يضحي وسيضحي
بكل ما فيه وأغلى ما فيه وأعز ما فيه ، وهي روحه حتى تحيا حبيبته ومعشوقته ( مصر ) في أمان وسلام ، ويرسمها ويشبهها بالإنسانة القوية القادرة على صد الريح الخوانة ، وذلك في أوعية أغنيته ..( هذا إقرار مني بذلك ) .. القصيدة ص 7،8 من الديوان ، ولا ينسى في إقراره الجيش الذي شهد لجنده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، بأنهم خير جند الأرض ، وفي أقوى دفقات مشاعره يختم قصيدته بإقرار وطني بدرجة امتياز .. ( هذا إقرار .. توقيعي عليه / إزاي لوطنـَّا أفرط فيه .. أموت انا ولا المح دمع عينيه / ولا حد في يوم يقلق بالك ) . يذكرني هذا بخروج النبي صلوات الله وسلامه عندما اشتد عذاب الكفار له وأمره الله بالهجرة من مكة إلى المدينة يعلمنا في أروع وأعظم أمثلة حب الوطن يقول لمكة والدموع تسيل من عينيه .. ( والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ، وأحب بلاد الله إلى نفسي ، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ..) ، وهذا ما اعتنقه ( إبراهيم رضوان ) من إيمانه حب الوطن .
وهنا في وطننا البعض من عديمي الانتماء ينسلخ من نفسه ومن مجتمعه ومن وطنه ، ليرتمي في أحضان كل فاسق وفاجر ومتنطع ، بمعنى آخر يرتمي في أحضان الخيانة والعمالة ، يبيعون الوطن بحفنة دولارات ، وهم من قتلوا الزهرة بمظاهرة ، وهم الذين أحدثوا الفوضي وحرقوا كل ما هو جميل ومفيد ، هذا البيت .. ( قتلنا الزهره بمظاهره / ومات البدر من جوعه ) .. ولكن قد يمرض البدر ، ويمرض الوطن ولكن لن يموت ، وهذا البيت يحمل في أحشائه الكثير والكثير من التأويلات التي يتميز بها إبراهيم رضوان ، مما يدعونا أن نقول إن إبراهيم رضوان لا يضع مفردات أو عبارات مجانية ، ولكن تكمن في ثناياها الرؤية ، وشهادته على واقع أليم ، نرى ذلك في قصيدته .. ( يا أرض الله يامصريه ) ..
والشاعر في قصائده التي يشكلها بمشاعره الفياضة والصادقة ، التي تعلن عن صدق تجربته الإبداعية
يضيف لها المعاني والدلالات التي تفتح أبواب القصائد ، للدخول إليها .. بدون صعوبة ولا إرهاق .. فيقول ( لو شوفنا رايتك بنسمي / ما انتي السما حاضنه نجومنا ) .. وهو لا ينكر فضل بلده / الأم ، وهو يتعلم من فنون إنسانيتها أجمل معاني التضحية .. ( دايما في حبك نتلاقى يامصر يا أصل وجودنا ، يا معلمانا التضحيه / وزاي نقول كلمه صريحه ) .
إن هذا التنوع الشعري الذي أثرى به إبراهيم رضوان الواقع الأدبي في مصر ، هو إبداع يمس القلب والوجدان ، وهذا يشكل استجابة طبييعية خالصة لحاجة الناس ، ومواكبة للظروف والأحداث التي يمر بها المجتمع المصري ، فهو بدون أدنى شك يشكل ما في وجدانهم من مشاعر ، وما في أذاهنهم من أفكار ، وهو يستهدفهم ، في المقام الأول ، وهو على وجه الدقة إنسان مقاوم ينضح بأشكال وألوان البوح المقاوم ، ويعتبر بما يقدمه بمثابة المثل الأعلى للناس في زمنه .
وبإيمانه الذي لا ينضب ومقدرته على تشكيل اللوحة الكلية .. يرسم صورة للشهيد الذي لم ولن ينساه أبداً ، لأن دمه على هدومه حدوته مصرية ، ومن البديهي أن نعرف أن الحكايات لا تموت .. ( إنت افتديت أمك علشان ما تصبح فوق ) .. !! ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) .. وما أجمل هذا .. ( شرب التراب دمك / أصبح زهور وشروق ) .. هذا التصوير البديع الجميل
ومن منا لا يخاف ، فالخوف قد خلقه الله مع بني آدم .. فقال سيدنا يعقوب لأبنائه ( أخاف أن يأكله الذئب ..) ، وقال القرآن عن سيدنا موسى ..( أوجس في نفسه خيفه .. ) ، وأجمل ما في عاطفة الخوف هي الحرص ، على النفس من الوقوع في الخطأ ، والخوف علي الوطن من اعتداءات الغير ، والخوف على الأهل من الضياع ، والخوف المذموم هو خوف الإنسان من غير الله ، وخوف إبراهيم رضوان في هذه القصيدة ضمنياً محمودا .. ( الورد خلاص هيدبل / وهاتخلص القضية ) .. والديوان يحفل بألوان الإبداع الوطني والثوري الذي لا يغفل عن كل مفردات الوطنية والحب الخالص لهذا الوطن ..
هذا كما ذكرت من قبل ، قليل من كثير جدا فاض به بحر الديوان ، فإذا أطلقت العنان للكتابة لن يكفيني ورقات أسطرها لأدفع بها للنشر ، ولكن هذا ملمح من ملامح ديوانه ( أغاني الثورة والثوار ) .. للشاعر الكبير إبراهيم رضوان ، متمنيا له دوام الصحة والإبداع .
نبيل مصيلحي
21/يناير

Monday, November 28, 2022

نبيل مصيلحي يكتب :الشهيد ابن الوطن

أغنية ..الشهيد ابن الوطن
الشهيد إيه الشهيد .. الشهيد مين الشهيد
الشهيد ابن الوطن .. ضحى بروحه للوطن
عشان يعيش حر وعزيز .. دمه الفدا كان التمن
الشهيد ابن الوطن
اسألوا الأرض إللي شربت من دماه.. اسألوها اسألوا
لا بينحني ولا يدي ضهره للطغاه .. اسألوها اسألوا
هوه منا..هوه حي .. هوه فينا حياه وضي
هوه رابض ع الحدود..يحمي مصر من المحن
الشهيد ابن الوطن
مستنياه فوق في السما.. الحور  بالخلود 
المسك بيفوح في الفضاء .. يملأ الوجود
هوه منا ..هوه حي..هوه فينا حياه وضي
هوه رابض ع الحدود.. يحمي مصر من المحن
الشهيد ابن الوطن
--
نبيل مصيلحي ٢٨ من نوفمبر ٢.٢٢ م

Saturday, November 26, 2022

نبيل مصيلحي يكتب : قصيدة بدون عنوان


لو إنك تقرأ  لشاعر الجنوب محمد عبد القوي حسن ، لن تشعر بغرابة المفردة ،  سوف تألفها ، وتتعود على معرفتها من بين أشعار شعراء العالم.
أتكلم عن بصمة مفرداته ، أو قاموس عاميته.. فعاميته لا مالت إلى اللهجة الصعيدية بالكلية ، بل أن عبد القوي يغترفها من ماعون/ وعاء العامية المصرية القاهرية.
في هذه القصيدة التي كتبها بدون عنوان ، يرسم صورة لأكثر من فرد ، ولعله يقصد جماعة ما  ، أو أهل أسرة ما ، أو أهل بلدة ما في زمن ما ، فإنه لم يدلل عن المكان ، ولكن عن الزمن ، فهو زمن القسوة ومرارة العيش ، وسفر الأحباب في طريق لا عودة لهم.
ويتضح لنا أنه ينعي أحد المقربين له ، فهو بمثابة جزء من أجزاء جسمه قد فارقه ، تشعر بعاطفة الحزن ، ليؤكد أن المسافر رحل عن دنيانا الفانية.
وإيمانه أن لا مفر منه ، وهو آت آ ت  ، في وقت يعلمه الله ، وبإذنه ، ويشير إلى من يخصهم هذا المسافر ، وبما تحلوا به من الصبر ، برغم أن أملهم يتأخر عنهم.. فيقول: ( فارشين صبرهم متغطيين بالروح/ من خلفهم صوت الأمل مبحوح)..
وهذا المسافر الذي ترك جماعته ، جايين قلوبهم ترتجف/ شايلين همومهم ما تخف / وفي ظل أزمتهم بيسبحوا الله العظيم ، دلالة على الإيمان بالقضاء والقدر.
ولأن الشاعر استوى لديه طعم الدنيا بطعم الموات ، انطلق من الخاص إلى العام ، يقرأ الواقع الأليم ، الذي يبطش بكل شيء ويغيره ، حتى تستشعر الأرواح بأنها في سفر الغربة الموحشة، غربه النفس ، والليل بيسبح في نخاع الأوردة/ وجسد الصبايا نحيف .. لا يتحمل السفر الطويل في تلك الغربة ، حتى بين حيطان الذاكرة.
وينادي عبد القوي بأعلى صوته: يا مغربين الضحكه/ ومفرهدين سكك الصبايا ، وكأنه يعرفهم تماما ، وكيف لا يعرفهم وهم من يسقون الواقع بمن فيه المر والعلقم.
ويمارس الشاعر العدودة في نعي المسافر ، الذي كان للبنات ، وترك لهم ذكرى تذوب في أوردتهم..( آهين يا صبر علقم ع السكك/ آهين يا غربه بتشندل الأحوال/ آهين وآه يا سفر على طول .
لقد استشعرت الحزن الذي استكتب محمد عبد القوي ، فكتب هذه القصيدة من وجدانه ، بما فيها من عواطف الفراق ، والحنين، والخوف ، والحزن، والألم .. وقد تجلت مشاعره فياضة بكل ما في قلبه الحليب ، وإنسانيته الطيبة .
والى أن نلتقي في أعمال أخري لشاعر الجنوب المصري محمد عبد القوي حسن.
نبيل مصيلحي