Saturday, December 3, 2022

د. إبراهيم عطيه يكتب : من أطياف الملائكة

من أطياف الملائكة
ايها القلب المسافر في حنايا الروح ،قف قليلا عندما تسمع موسيقي العشاق ، ودع عيون القلب تفتح بصيرتك علي عوالم المنتهي ،واكشف عن سر مقامك ،وتحمل ،ألم الشوق الحارق ،من اين اتيت الآن ، بعد أن أصبحت تائها ، مؤرقا بالحيرة ، لماذا تأتي متأخرا إلي الذين هاجموا في العشق ..؟
يا سيدي .. لا تصم اذنيك عن سماع توسلاتي إليك ، فانت تقبع في قلبي وفي روحي ،كم تشعر بالوحدة في سماوات ملكوتك ، لا مرسي علي مرمي البصر ، لا تبحر الكواكب  إلا بنعمة نورك في الليل ،ملأت روض السماء بالنجوم  وارتقينا بروحنا وانكشف غطاء تخيلها وتعشق العاشق وارتوي من ماء الحياة الأبدية ، وتصعد إلي عنان السماء مع طيور  الروح التي تحمل صورتك في هلال القمر ، وخلقت فراشة تدور حول نورك منذ جئت وسرقت الصبر من قلبي ، واللون من وجهي ، والنوم من عيني وأغوتك الهيئة الطينية ، ونسيت أنك من تراب وهجرت جوهرك ،وارتفعت في الهواء صاعدا  إلي روضة الشوق .
الطريق لا ينتهي ، لا تتوقف عن السير وليكن قلبك دليلك ، لا تخف ، وتعشق العشق ، واروي روحك من ماء الحياة ، وافتح عينيك بالبهجة ، واتفض النوم عن أجفان الأزهار وتظلل بضوء الشمستحت ظل العشق واستيقظ من عتمة الليل ، واستنشق النور من روعة الفجر . 
يا حبيبي ألقيت بقلبي في قلبك وتبعتك يوم حملت الريح رائحتك فشنها قلبي المتيم حين حدقت في وجهك وشربت كأس خمرك وغرد الليل بأغنية جميل في عيون الناس ..القلب يعشق كل جميل ..
الملاك الذي سرق قلبي بعث برسالة مع فراشة قالت ..: 
- أنا ملك لك 
فاشتعلت النباتات العطشي ، عند الباب يا نور عيني وسوسن الروض وعبير الزهور الثمل وصوتك الفتان يغرد في الريح ، وخيالك يلمع فوق ماء النهر بضحكة تغمر قلبي الخاشع بالبهجة في محرابك ويظل عشقك إلي الأبد في حضرة بهائك