Thursday, December 29, 2022

د.إبراهيم عطية يكتب: قبلة الروح

من رواية قبلة الروح
هاتان العينان أكاد الآن اذكر لونهما .. يخيل إليّ أنهما بلون العسلية ، أجل بطعم براءة الطفولة .. ياقوت عسلي ، وبشرة من زهر الياسمين تشاعل بحمرة قانية تثير الاشتهاء . مازالت الشفاه الحمراء الملتهبة تسكرني وتؤنس وحشتي في وحدتي ، عندما تصحو ذكريات الجسد ، وتعود رغبات الأيام الخوالي تسري في الدماء من جديد ، عندما تشعر اليدان أنهما تتوقان إلي اللمس ، وأوهم نفسي بأنني أراها هنا خيالات من صنعي ، واتطلع إلي الطبيعة الرائعة ، فها هو النيل بمياهه  الزرقاء ساعة الظهيرة ، والسماء وضاءة لا تعكر صفوها الغيوم ، والشطآن بلونها الأخضر تنبض بالجمال وتزخر بالضياء .
أطلقت نفسي من عقالها ومضيت إلي ملذات تجسد بعضها في ليل سطعت أنواره وتراءت لمخيلتي في غرفة ضئيلة خاوية واربعة جدران مغطاة بكسوة بيضاء شفافة تسطع بالنور وتتوهج بالأضواء ، وتتأجج بالرغبة العارمة وتنطق بالاشتهاء ، ليس من المألوف أن ينبعث الدفء بكل هذا الوهج وما يثيره من كوامن اللذات ، عندما يجن الليل وتداعب عيناه عينيها تضفي على ّالجسد بسطوتها وعنفوانها وتنطق بالرغبة وتنشد الشهوة .. أيها الإحساس الحبيب عد أدراجك مرة بعد مرة وخذني معك ، خذني إليك ، فليس بوسعي أن أمنحها أكثر من هذا الآن سوي رشفة من حنان دفء مخيلتي  وعاطفة جاشت ، تشعل نبض الكلمات وتغدو بالطواف مراراً وتكراراً في القلب لحظة أن توقفت لأول وهلة ، وشاهدتها للحظة عابرة داعبت نظرات موسيقي الأمنيات التي  تفيض من عينيها مسحة من الخجل ترتسم على وجهها الذي ياسر القلوب وارتشف لذة خدرتني في الطريق .