Monday, June 1, 2020

د. مها أباظة تكتب : كيف تفوز بالحسنيين


(اللهم إني أسألك الحسنيين )
هذا الدعاء الجميل  من كلمات قليلة كثيرا ما نسمعه و ربما لا ندرك معناه..فما هما الحسنين؟ 
الحسنى هو كل ما يتحلى به الإنسان و يتقنه من علم نافع و ثقافة دنيوية، و دينية ترفع من قدره في الدنيا و تكون سبب للخلافة في الأرض و التمكين في الدين. 

 أما الحسنى الثانية فهي كل عمل صالح يقربك من الله و تجمعه في ميزان حسناتك في الآخرة، و له عند الله تعالى منزلة لا يشاركك فيها أحد، إضافة إلى ما لك من المراتب الرفيعة العظيمة عند الله تعالى يوم الحساب، وممن عرفوا منازلهم وشاهدوا قربهم وكرامتهم عند الله فيكونوا جامعين بين الحسنيين أي فائزين بالمرتبتين.
و منهم من يميطون الأذى عن الطريق  و يصلحون من أنفسهم ابتغاء مرضاة الله تعالى. 

فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شجرةٍ قطعَها من ظهرِ الطريقِ، كانت تُؤذي النَّاسَ)[١٧].

و هذا هو الجمال الحقيقي في الحياة، أن تحقق السعادة الدنيوية و تستمتع بما وهبك الله من نعم فتأكل و تشرب و تستمتع و تتعلم و تعلم، و في نفس الوقت تخلص العمل لله و تحرص علي طاعته سراً و جهراً بكل ما تستطيع ، فلا تغرنك الدنيا و مفاتنها و لا يغرنك الحرام بكل أشكاله فتكون من أهل النار، و بهذا فإنك تحقق الهدفين الأسمى. 
اللهم اجعلنا جميعا من الذين فازوا بالحسنيين.