Saturday, June 13, 2020

لا تستخف بمعاناة غيرك حتى لا تتبدل الأدوار


لا شك ان من أسوء المواقف المؤلمة في الحياة أن يستخف شخص بمعاناة شخص آخر، و ربما يسخر منه أو من ألمه لأنه لا يشعر بما يمر به، و يعد هذا من صفات قسوة القلب، و المؤمن الحقيقي لا يكون قاسياً و لا حاداً..قد تحدث هذه الأشياء في عدد قليل من البشر، و لكنها موجودة في هذه الحياة. 

و كما أن الصحة والعافية نعمة من الله،. فإن رقة القلوب هي الأخرى نعمة تمنع المؤمن من ارتكاب الأفعال المؤذية التي تغضب الله و منها قسوة القلب و عدم الشعور بالآخرين. 


كل معاناة او مرض أو أي ألم في الإنسان جسدي أو نفسي هو ابتلاء و اختبار من الله تعالى للشخص،. و قد يكون منحة سيدركها البعض في وقت آخر، لكنها في كل الحالات تسبب الألم للإنسان و تصيبه بالضعف،

لذلك أقل حقوق الإنسانية أن نكون رحماء القلوب بالآخرين، و يد حنونة تساعدهم و تلطف بهم في محنتهم، و ان نبذل قصارى جهدنا لنخفف عنهم و لو بالكلمة الطيبة، و لنعتبرها صدقة لله تعالى، و كل عند الله بحساب و أجر . 


 إدراك الفرد لهذه الأمور الدينية يمنعه من الغفلة و القسوة على الآخرين فلا يؤذيهم حتى لو لم يشعر بآلامهم، أما من امتلأت قلوبهم بالقسوة و أخذهم الغرور بقوتهم و اعتقدوا أن شيئاً يدوم فقد أخطؤوا خطأ كبيرا، و ارتكبوا إثما عظيما، و لابد أن تدور عليهم الدوائر و يمرون بنفس آلام من سخروا منهم أو طعنوهم بخنجر ألسنتهم. 


ولقد وضع الإسلام كثيراً من المبادئ والأسس التي من خلالها تُصان المشاعر وتراعى الأحاسيس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء).

لذلك تعلم ان تستمع للغير و تحترم تلك المشاعر الإنسانية و الظروف التي يمر بها غيرك ، و اظهر اهتمامك بهم، و اسألهم عما يحتاجونه، و كن حسن الخلق، و ابتعد عن كل ما يؤذي مشاعر الآخرين حتي لا يضعك الله في نفس الموقف، و لا تعتقد أن الله سيضيع فعلك الطيب ، بل هو رصيد لك في ميزان حسناتك  سيعود إليك بالخير.

و لا تنسى "رحم الله امرء هين لين"