Friday, June 5, 2020

د. مها أباظة تكتب :النية الطيبة لا تبرر الفعل السيء


كل الديانات السماوية و الرسل و الثقافات الفكرية و فن الإيتيكيت حثت الإنسان على حسن التربية و الخلق في التعاملات الأسرية و الاجتماعية ، هذا إلي جانب غضب الله تعالى من أي شخص يسيء لغيره أو يجلب لغيره الشقاء و القهر النفسي بسبب سوء تعامله أو أخلاقه، و لكن هل يدرك سيء الخلق أنه يجلب لنفسه الهم والغم والكدر، وضيق العيش قبل السعادة بأذية غيره ؟
و هل تكفي النية الطيبة لتبرر الفعل السيء؟؟ 
إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وترفع المقامات. وقد خص اللّه عز و جل نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محاسن الأخلاق فقال جل وعلا:«وإِنك لعلى خلقٍ عظيم» القلم:4.

و حسن الخلق يولد التحاب بين الناس و التآلف بين أفراد الأسرة و يساعد على تحمل منغصات الحياة و آلامها، إضافة إلى الأثر العظيم الذي يتركه الإنسان في نفس غيره. 

و لكن هل الخلق السيئ يتحول إلى خلق حسنٍ باتباع الشرع والتدرب على الأخلاق الحميدة والمثابرة عليها حتى تصبح عادة؟ 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" رواه أحمد. 

لذلك النية الطيبة لا تكفي في التعامل مع الآخرين، و لا تبرر الأفعال السيئة، و قد عدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا» رواه أحمد وأبوداود.

 والمسلم مأمور بالكلمة الهيّنة اللينة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: «والكلمة الطيبة صدقة". 
لذلك تحابوا و تراحموا و قولوا دائما قولاً حسناَ لتنالوا رضا الله و كرمه من أجل أنفسكم أولا .