Monday, June 1, 2020

ما يلفظ الإنسان من قول إلا لديه رقيب

 د. مها أباظة تكتب :
جميعنا يعلم قول الحق سبحانه: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (قّ:18). 
 و لكن ما معنى هذه الآية؟ و هل نفهمها جيداً ؟ ام أننا نقرأها دائما دون إدراك للمعنى القوي الذي تعنيه؟ 
تفسير هذه الآية ببساطة :أن كل ما ينطق به الإنسان يحاسب عليه، كل كلام يلفظه ويرميه من فيه إلا لديه ملك يرقب قوله و يسجله في اللوح المحفوظ ، كل ما يقوله من خير او شر أو هزل أو جدٍ يسجل ، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال.
و كل إنسان واع لابد ان يعلم أن الكلمة السيئة هي سهم يطلقه في وجه من أمامه سواء كان أخيه أو صديقه أو ذوي القربى، أو كل من يتعامل معهم في الحياة الدنيا، فإذا نطق خيرا كتبت له مئات من الحسنات و أكرمه الله بقدر ما أسعد غيره بهذه الكلمه، و إن قال شراً او أحزن غيره سجل له الملك عن يساره السيئات بسوء ما نطق به و لفظه لسانه ، و نال غضب الله تعالى.

واختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام؟ أم أنه لا يكتب إلا ما فيه عقاب وثواب؟ 

و هنا قال القرطبي في تفسيره: قال ابن الجوزاء ومجاهد أنه : يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة : لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه،. و رغم الاختلاف، لكن المؤكد ان كل ما ينطق به اللسان أو القلب هما نتاج عن شخصية الإنسان ، فإذا كانت نفسه طيبة نطق خيرا، و إذا كانت نفسه سيئة نطقت شرا و ألحق بغيره الأذى ، و الإنسان د هو الذي يختار أن يكون خلوقاً مهذبا يتمنى أن تسجل أقواله و أعماله مع أهل اليمين، أو يتبع شيطانه فلا يعنيه أحد فيجمع الذنوب..

و في النهاية لا يحصد الناس إلا حصاد ألسنتهم.

فلنستغفر الله دائما و أبدا و ندعو الله دائماً أن نكون من أهل اليمين .