Tuesday, July 12, 2022

د. عاطف جوده يكتب :مهن ريفية


عن الذي كان في الريف زمان
الحلقه الرابعه والخمسون
مهن ريفيه
اقتضت طبيعه الحياه في الريف وجود مجموعه من أصحاب المهن والحرف اليدويه  الضروريه لاتمام العمل في الحقول او المنازل مثل النجار البلدي، المنادي، المطبلاتي، البنا البلدي، صانع المناخل والغرابيل، صانع الاحذيه، ضارب الطوب، طالع الشجره، مبيض النحاس، حلاق الحمير، حلاق القريه و بائع الاقمشه المتجول.
واغلب هؤلاء ليسوا من اهل القريه ولا نعرف لهم اصل او فصل ولا من أين أتوا، إنما هم قوم يعرضون بضاعتهم وصنعتهَم على الناس ينتقلون من بلد الي اخري، بلد تشيلهم وبلد تحطهم حتى يطيب لهم المقام في بلد معين، يجلسون أمام احد الدور يمارسون صنعتهَم ووقت الغذاء يقوم اهل الدار بتقديم طعام الغذاء لهم من الموجود، فالجوده بالموجوده، ويوم يجر يوم يشترون دارا صغيره متواضعه و يستقرون في القريه ويصبحون جزء من النسيج الاجتماعي للقريه وتمضي الحياه بهم كما تمضي بنا.
1-منادي القريه
رجل قصير كبير السن ترك الزمن بصمته على وجهه، يرتدي ملابس متواضعه، ويلف رآسه بقطعه من القماش لاتستطيع ان تتبين لونها من قدمها واتساخها، يدور في القريه في الشوارع والحواري الضيقه ينادي ياولاد الحلال عيله صغيره تايهه اللي يلاقيها يرجعها لأهلها بجوار مسجد الشراقوه، وتاره اخري المعلم فلان هيدبح عجل بقرى صغير بكره ان شاء الله بعد الظهر.
هو وكاله انباء القريه او ان شئت قلت وكاله اعلانات القريه فهو وسيله التواصل بين الجميع فلم تكن هناك وسيله اخري.
ومنادي القريه موجود في مصر منذ المصريين القدماء مرورا بالدول الاسلاميه من فاطميين وايوبيين و مماليك وكان يمثل حلقه الاتصال بين الحاكم والمحكوميين وكان بمثابه جريده الوقائع الان.
و العبقري صلاح جاهين في تحفته الخالده الليله الكبيره ذكر شخصيه المنادي
ياولاد الحلال
بنت تايهه طول كده
رجلها الشمال
فيها خلخال زي ده
وكان المنادي عندنا في القريه المرحوم ابراهيم الجمل رجل طيب وبسيط كان يمثل لنا وكاله انباء متنقله رحمه الله وغفر لنا وله
وغدا حلقه جديده ان شاء الله