Wednesday, May 13, 2020

د. مها أباظة تكتب : روِحوا عن قلوبكم ساعة

 صلى الله عليه و سلم. 
يقول رسولنا الحبيب صل الله عليه وسلم "روحوا عن أنفسكم ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

و ينسب لعلي رضي الله عنه قوله: روحوا القلوب ساعة فإنها إذا أكرهت عميت.

والمقصود من هذا الحديث، أن الإنسان بطبعه ملول، و أنه إذا اتبع نظام واحد لفترات طويله يؤدى به ذلك إلى الملل والرتابه والكآبه و ربما عدم مواصلة العمل الناجح للنهايه، لذلك مطلوب منه بعض الوقت يأخذه كإجازة من العمل في التنزه او القراءة او الكتابة او سماع الموسيقى، ليحافظ على نشاط الذهن والصحه النفسيه التى هى اساس السعادة في الحياه. 

و  السعاده رغم تعدد مصادرها و اختلافها من شخص لآخر، لكن المقصود هو التغير والتنوع،. و ربما إذا خالفت طبيعتك المعتادة لتحصل علي إجازة و راحة، و ربما شيء جميل مفيد جعلك تسهر على غير عادتك و تستمتع فإن ذلك كله يحي الجسد. 

و  لا يقصد بهذا السهر الدائم، لأن نقص عدد ساعات النوم يؤثر علي قوة الإنتاجية بل و يقتل قوتك لأن النوم هو الذي يتم فطه تفريغ الضغط النفسي للإنسان.

كما في قوله تعالى : "إذ يغشيكم النعاس آمنة منه".
لذلك يحتاج الإنسان لكسر روتين يومه و إضفاء بعض الترويح عن النفس في شىء مفيد، بل و ربما في لعبة،. في موسيقى، في القراءة، ليعود إلى عمله اكثر جدية و نشاطاً.
فالملل يقضي على أي فرصة للتحفيز و ممارسة اي هوايات، و ربما يؤدي إلى إصابة الشخص بالاكتئاب، و عدم القدرة على العودة إلى الحياة بشكل طبيعي، لذلك فإن قضاء بعض الوقت في ممارسة أشياء غير معتادة يحبها الفرد قد تغير الكثير.