Friday, May 1, 2020

تفاءلوا بالخير تجدوه

يختلف الإنسان في نظرته للأشياء من شخص لآخر، فالبعض ينظر للأمور بعين التفاؤل و الأمل، و البعض الآخر له نظرة متشائمة يرى الشيء السيء قبل الجيد، و ينعكس ذلك على نفسيته، إذ أن الإنسان يرسل تلك الإشارات السلبية لعقله فيكسبه الطاقة السلبية التي تقتل الفرح و السعادة في نفسه. 
و لقد حثنا الإسلام و الرسول صلى الله عليه وسلم على التفاؤل و الأمل، إذ أن الفرق بين نظرة الإسلام والنظرة التشاؤميّة، هو أنّ الإسلام ينظر للحياة كما ينبغي أن تكون متفائلاً، أمّا التشاؤم فإنّه ينظر للحياة كما هي.

لذلك المتشائم هو شخص يرى الضوء أمام عينيه، لكنه لا يصدق ذلك فيرى الظلام ، أما من يفكر بتفاؤل فهو يرى ضوءاًَ غير موجود فيضيء دنياه.

و المتشائم عادة يرى الصعوبة في كل فرصة تأتيه لمجرد صعوبتها فينصرف عنها ، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة.

و التفاؤل يمنح الإنسان حالة من هدوء الأعصاب في أصعب الأوقات،. و يزيد من قدرته على التحمل و بالتالي تقوية جهازه العصبي، لذلك ترى دائما الشخص المنفاؤل سرعان ما ينهض عند الأزمات لأنه واثق بالله و يعرف ان الحياة داذما متقلبة و ان سلاح المؤمن هو التمسك بحبل الله الذي لا ينقطع. 

كذلك يعود التفاؤل على الصحة، فالشعور بالإيجابية يجعل الإنسان قوياً مستمتعاً بصحة جيدة بل يمكنه أن يصنع المعجزات ويحقق كل الأحلام والأمنيات، و يجعل الإنسان محباً للحياة ومطمئن القلبو هذا يعني قربه من الله وإيمانه القوي به.

 التفاؤل أيضاً يجعلك ترى الجانب الجميل في حياتك، أما التشاؤم فلا يرريك سوى الجانب المظلم منها.

إن الاسترسال وراء الظنون والأوهام التي تسيطر على الإنسان لا يجلب عليه إلا الهم والحزن ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله تعالى من الهم والحزن: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدَّين وقهر الرجال. 
و يقول تعالى :
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186) 

لذلك عليك دائما ان تكون متفائلاً لان هناك في السماء من يحميك و يرتب أمورك للأفضل حتى لو لم تر ذلك، فانظر دائماً إلى الجانب المشرق لتشرق حياتك، فالإنسان المتفائل بالخير سيحصد الخير في نهاية الطريق؛ لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء والتقدُّم والنجاح؛ لأنه شعور نفسي عميق يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفًا إيجابيًّا فيجعلنا أسعد و أكثر أمنا و راحة. 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا جميعًا من المتفائلين وفي دروب الخير سائرين مطمئنين.