Friday, May 8, 2020

صاحب الأخيار تنجو

نلتقي في الدنيا بأشخاص مختلفة و طوائف متعددة من البشر منهم الصالح و منهم الفاسد،. منهم الطيب و منهم الشرير و المؤذي، و لكن بلا شك أن مصاحبة الصالحين خيرٌ وبركة في الدُّنيا والآخرة و هذا قرارك الشخصي،. إن تنتقي عالمك الخاص و من يشاركك فيه. 

 قال تعالى -: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

ومصاحبة جُلَساء السوء حسْرةٌ وندامة إلى يوم القيامة، لأنها ستحولك إلى شخص منافق أو كاذب أو  ظالم أو تصيبك بالضرر نتيجة للحقد و الحسد و الشر الداخلي. 

 قال تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].

روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((مثَلُ الجليس الصالح والسوء، كحامِل المسك ونافخ الكير؛ فحامِلُ المسك إمَّا أن يُحذِيك، وإمَّا أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إمَّا أن يحرق ثيابك، وإمَّا أنْ تجد ريحًا خبيثة))

و لقد حذر الإسلام من سوء اختيار الصحبة و بالذات رفقاء السوء، الذين يجاهرون بالفواحش و الإيذاء دون خجل و دون أي وازع ديني و لا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء ،وما في مجالستهم من الوباء و الرياء ، وقد حثت الديانات على اختيار الصحبة الصالحة و أصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك، وإذا ذكرت أعانوك. 

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ -قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ, قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ , قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ -قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا -قَالَ- فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم »‏ رواه مسلم .

وقد قال ابن الجوزي: رفيق التقوى رفيق صادق، ورفيق المعاصي غادر. 

و لك أن تتخيل كم من فائدة سوف تجنيها من مجالسة الأخيار الشرفاء ، و كم من معصية وضرر يصيبك من مجالسة الأشرار أو الفاسدين و المنافقين . يكفي أن مجالسة الأخيار جالبة لمحبة الله العلي العظيم، و ستجعلك دائما قريباً من الطيبات من الأعمال حاصلاً علي بركتها، و ناهيك عن السوء و الرياءو النفاق و هم من أكثر الأبواب ادتي تدخلنا جهنم و العياذ بالله . 

قال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وأنشد: 

وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا         

   وصاحب شرار الناس يوما فتندما. 

فاحرص دائمآ ان تصاحب أناساََ من أهل الخير الذين يعينوك علي تقلب الحياة و يرشدوك إلى الخير، و يزرعون في طزيقك الثقة بالنفس و الأمان، الذين إذا لجأت لأحدهم ساندك،. و إذا شكوت أعانك. 

هدانا الله لما فيه الخير دائماً، و ندعو الله ان يوفقنا دائما للصحبة الصالحة و الأصدقاء المخلصين.