Tuesday, April 14, 2020

يوميات طبيب في الحجر المنزلي

يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الصحة النفسية ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي والجمعية المصرية للصحة النفسية سابقا.
في زمن الكورونا فرضت علينا أوضاع جديدة لابد ان نحترمها و نلتزم بها حتى تمر الازمة بسلام، و دون خسائر في الأرواح.
 أهم شيء أن نقبل الواقع ونتعامل معه، لأن جزءا كبيرا من صحتنا النفسية أن نكون واقعيين، وأنا شخصيا وجدت البقاء فى البيت فرصة قررت استغلالها، وأدعوكم جميعا لتفعلوا مثلى، يجب أن نبحث عن شيء مفيد يشغلنا، نقرأ مثلا سواء كتبا أو صحفا ومجلات، أنا الآن أقرأ خمس صحف يوميا، وأبحث في مكتبتي على الكتب التي لم أجد الوقت لقراءتها.. وجدتها فرصة أيضا لاستكمال كتاب كنت قد بدأته في مجال تخصصي عن الصحة الجنسية باعتباري الرئيس الفخري لقسم الصحة الجنسية في الجمعية العالمية للطب النفسي..
 يمكن أيضا البحث عن كورسات أون لاين، تناسب اهتماماتنا، وهى الآن كثيرة جدا وفى كل المجالات، ويمكن أن تفتح لنا مجالات جديدة للعمل أو الهواية. في أي مرحلة من العمر، وأنا سمعت عن نساء بدأن مع أزمة كورونا، عمل مشغولات يدوية من المنزل وعرضها للبيع على صفحاتهن، ونساء بدأن يشترين كتب طهي عالمية لتعلم مهارات واكلات جديدة.

من يملك الإرادة والتصميم يستطيع فعل أي شيء، هذا ما يجب أن نؤمن به، حتى نستطيع مواجهة الحياة والنجاح فيها والتغلب على أزماتها، وهذا ليس مجرد كلام، فأنا طبقت هذا طوال حياتي.

زن الأجازة فرصة لعمل كل الأشياء والأحلام التي انشغلنا عنها ولم نحققها بسبب مسئوليات العمل والأبناء، أنا أشجع جدا تعلم المواهب في الكبر، وعلى كل إنسان في الكبر أن يبحث داخل نفسه عن الهوايات والأحلام التى لم يحققها، وأنا الآن عدت لدراسة العود وبدأت أتقنه، وهناك رجل يقترب من الثمانين ويستعد لدخول موسوعة جينيس كأكبر لاعب كرة قدم، والإرادة دائما تفعل المستحيل.

 لست ضد لجوء المصريين للفكاهة في تناول أزمة كورونا فالضحك يخفف من التوتر، ولكن المهم الا تتحول الفكاهة لسخرية من المحاذير والتعليمات أو الاستهانة بها حتي لا نعرض حياتنا و حيات غيرنا للخطر نتيجة الاستهتار. 

و مع زيادة حالة التوتر لدي البعض خوفا من كورونا و هذا امر طبيعي، أدعوكم لتناول بعض الأطعمة التي تحسن الحالة المزاجية والنفسية مثل اللبن والفول والبيض، و شرب الينسون و البردقوش، و الشاي الأخضر ، فهى تساعد على إفراز هرمون السيروتونين فى المخ وهو الذي يسبب السعادة.