Thursday, April 30, 2020

التواكل جهل بالشرع و فساد في العقل

يتعامل البعض في أمور الحياة المتقلبة بمبدأ "خليها على الله"!!! فهل ترك الأمور لله دون الأخذ بالأسباب هو الصواب؟ أم أن الصحيح علمياً و دينياً أن نأخذ بالأسباب ثم نترك النتيجة لمشيئة الله؟ 

قال المتخصصون في علوم الدين أن : الأخذ بالأسباب عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل، و لكن ما هي حدود الأخّذ بالأسباب؟ وهل يعتبر التقصير في الأخّّذ بها ذنب يجب الاستغفار منه؟ 

أجمع جمهور علماء المسلمين على أن التوكل الصحيح، إنما يكون مع الأخذ بالأسباب، وبدونه تكون دعوى التوكل جهلا بالشرع وفسادا في العقل، قال عمر ـ رضي الله عنه: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.. 

و السعي إلي الرزق هو مثال، و ينطبق ذلك على كل أمور حياتنا، إذن الأصل ان يسعى الإنسان و يفعل الصواب ثم يترك الأمر بعدها لله و إلا أصبح متواكلا و مقصرا، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم{النساء:71}.

 وقد تواتر الأمر بالأخذ بالأسباب في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أخرج ابن حبان في صحيحه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته وقال: أأعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها، وتوكل.

إذن نحن مطالبون في كل أمور حياتنا ان نأخذ بالأسباب و نفعل ما أمرنا به من تعاليم و آراء المختصين و الأطباء و المدرسين و بذلك فإننا تؤدي نوع من أنواع العبادة بالحفاظ على سلامة النفس. 

وقال سهل: من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الرازي في تفسير قوله تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله. 

دلت الآية: على أنه ليس التوكل أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجهال، وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل، بل التوكل على الله أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة، ثم يعول على الله تعالى.. 

إذن الصواب دائمآ دنيا و دينا هو "خذ دائماً بالأسباب ثم اعقلها و توكل".