Friday, April 10, 2020

كيف تصل إلى الصفاء الذهني

لا شك أن العامل الأساسي للصفاء الذهني يعتمد بشكل قاطع بارتباط الفرد بأداء العبادات و القرب من الله، فكلما كان الفرد قريباً من الله كلما ارتاحت روحه و هدأت نفسيته و تخلص من القلق و التوتر، البعض يعتقد ان تلك الكلمات مجردة من الصحة التامة او أنها مجرد اقاويل، لكن جميع الأطباء النفسيين أجمعوا علي أنه كلما كان الفرد قريباً من الله و مؤدي للصلاة و قراءة القرآن كلما هدأت نفسه و شعر بالراحة و الهدوء بل و السعادة أيضا، لأن مشاعر القلق هي من صنع أفكاره وحده نتيجة لعدم قبوله لفكرة ما خاصة إذا كانت سيئة .. 

قال الأخصائيون، أن الفرد يجب أن يكون قريبا من الله ليتقبل كل ظروف الحياة بشكل واع و أهدأ و دون خوف أو قلق، و يؤمن أن الحياة ليست فرح دائم أو حزن دائم و إنما هي خليط من الفرح و الحزن، و أن ما عليه إلا أن يتوكل على الله و يفعل ما بوسعه اتجاه أي موقف، فإذا كانت هناك مشكلة يسعي لحلها، و إن كان هناك مرض يذهب للطبيب و يأخذ العلاج، و إن كان هناك مشكلات خارجة عن إرادته يتعامل معها بروح هادئة و يحلها قدر استطاعته و الباقي سيتولاه الله و عنده كل الحلول. 

كما يقول ان على الفرد أن يتقبل أسوأ الظروف و يؤمن بالقدر دون خوف لأن في المحن منح لا يعلمها إلا الله ، و لأن كل شيء مقدر، إذا فأول الراحة النفسية أن لا يخاف الفرد من أي شيء حتى أسوأ الظروف و يؤمن بالقدر لأنه من عند الله،. و كل ما يفعله الله هو لحكمة يراها هو و لا يدركها الإنسان و يعلم أن الموت هو سنة الحياة ، لذلك أول خطوات الشفاء من الخوف و القلق هو الإيمان بقدر الله و تقبله و الشعور بالرضا مهما كانت المحن، و الخطوة الثانية أن يسعى الفرد القلق للعلاج حتي يستطيع التعامل مع الأشياء و المشاكل بشكل أهدأ و أعقل، و الخطوة الثالثة هي أن يسعى بأن يكون شخصا إيجابيا يفكر في الأفضل دائما مهما كان الأمر سيئا و يتقبل كل شيء. 

، و يحاول ان يكون قويا ليتعدي الأزمات، و يتعلم بل يدرب نفسه و يتحاور مع عقله الباطن بأن مهما حدث فهذا أمر الله و علينا تقبله بدون قلق، و يردد دائما في نفسه بأنني قادر علي تخطي أي أزمة مهما كانت حتى تترجم هذه الإشارات للعقل الباطن و يتدرب عليها، إن فكرة القبول بكل شيء مكتوب هي أنجح وسيلة للهدوء النفسي و الطريق نحو السعادة و الاستقرار.

ولقد اهتم الإسلام بالصحة النفسية للفرد، ويعتبر القرآن الكريم علاج للأزمات النفسية التي تصيب الفرد في حياته، بدليل قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]

وقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 157:155].

ويرى ابن تيمية أن السعادة الحقيقية للإنسان تكمن في عبادة الله تعالى ومحبته والقرب منه ويقول في ذلك: فالقلب لا يصلح ولا يعلم ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحده والإنابة إليه وبذلك يحصل الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة.

كما يرى ابن القيم أن طمأنينة النفس تكون بذكر الله تعالى فيقول في ذلك: “فالطمأنينة إلى الله سبحانه وتعالى حقيقة ترد منه سبحانه على قلب عبده تجمعه عليه، وترد قلبه الشارد إليه”.

  • تعزيز ثقة الفرد بنفسه: ويكون ذلك من خلال معرفة كيف يدرك الفرد نفسه وما يعتقده عن نفسه وكيف يقيم نفسه، لمساعدته في تعديل نظرته عن نفسه وزيادة ثقته بذاته.
  • الاسترخاء.
  • التأمل.
  • استراتيجية اللعب وممارسة التمارين الرياضية.
  • التفاعل والتواصل الاجتماعي: من خلال التواجد مع أناس سعداء ومع الأصدقاء وافراد العائلة والدخول في مناقشات وحوارات مع الآخرين.
  • التفكير الإيجابي والتفاؤل بالمستقبل.
  • تنفس الهواء النقي المنعش.
  • الضحك والتبسم في وجه الآخرين.
  • مشاهدة المناظر الجميلة المريحة للنفس كالخروج إلى الطبيعة.
  • التعرض الكافي لأشعة الشمس.
  • التمتع بأوقات فراغ كافية وممارسة الهوايات المفيدة والهادفة.
  • الحصول على قسط كافي من النوم ليلًا وتجنب إطالة السهر.
  • الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
  • استشعار وجود الله تعالى وعظمته.
  • الخروج مع الأصدقاء في نزهات ورحلات.
  • استماع المريض إلى مديح الآخرين وثنائهم عليه لكي تتعزز ثقته بنفسه.

العلاج المعرفي السلوكي

يفترض العلاج المعرفي السلوكي أن القلق يحدث نتيجة اشتراط خبرة ماضية وأحداث أليمة حدثت للمريض تثير لديه القلق مثل شخص تعرض لعضة كلب في طفولته ليلًا، أو خبرات أخرى تثير القلق لديه.

ويمر هذا النوع من العلاج بعدة مراحل نذكرها هنا أبرزها:

  • التثقيف أو التعليم النفسي.
  • تحمل المجهول والتعريض السلوكي، من خلال البحث والتعرض للأحوال التي تحدث الغموض أو عدم اليقين.
  • تقييم نفعية القلق: من خلال مساعدة المريض على اكتشاف الاعتقادات والجوانب الإيجابية من القلق.
  • تمرين حل المشكلة: وذلك بتدريب المريض على طريقة حل المشكلة.
  • التعريض المتخيل: مساعدة المريض على اكتشاف الصور والأحوال التي يتجنبها كأن نقول للمريض تخيل ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث.
  • الوقاية من الانتكاس: من خلال مساعدة المريض ليصبح معالجًا لنفسه.

كما أن هناك مجموعة من التقنيات المستخدمة في العلاج المعرفي السلوكي للقلق:

  • تقنية تحديد الأفكار التلقائية السلبية الخاطئة والعمل على تصحيحها وتعديلها.
  • تقنية المراقبة الذاتية.
  • تقنية صرف الانتباه: وتكون بالطلب من المريض بأن يقوم بصرف انتباهه عن الأعراض التي يشعر بها لأن التركيز عليها يزيد وضعه سوءًا.
  • تقنيات التعريض: ويكون بتعريض المريض للمواقف والأحداث والأشياء التي تسبب له القلق ليتعلم إطفاءها لديه.
  • تقنية التخيل: ويكون بالطلب من المريض أن يتخيل مشهدًا غير سار ويلاحظ المعالج استجاباته عندها، فإذا أظهر المريض استجابات انفعالية وعاطفية سالبة عندئذ يبحث عن محتوى أفكاره، ثم يطلب من المريض أن يتخيل مشهدًا سار يصف مشاعره حتى يستطيع المريض أن يدرك عن طريق التغيير في محتوى أفكاره التي أثرت في مشاعره وبالتالي يمكن أن يغير مشاعره إذا غير أفكاره.
  • تقنية الحوار الذاتي: فقد يكون حوار الشخص مع نفسه مسببًا للقلق لديه، فتصبح مهمة المعالج هي معرفة ما يدور في داخل المريض من أحاديث وأفكار وتخيلات، ومن الحوارات الداخلية المطمئنة التي يمكن للمريض استخدامها:

أنا أستطيع القيام بذلك، ولا بأس ببعض التوتر فقط واصل التنفس.

هذا الشعور غير مريح أو غير سار ولكن يمكن أن أتحمله.

بإمكاني معالجة هذه الأعراض والأحاسيس.

سوف ينتهي كل ما أشعر به بعد قليل.

سوف أجتاز ذلك ولا يجب أن أدعه ينال مني.

هذه فرصة لكي أتعلم السيطرة على أعصابي ومخاوفي.

أستحق أن أشعر بأنني على ما يرام.

لقد نجوت من ذلك وسوف أنجو منه هذه المرة أيضًا.

بإمكاني أن أفعل ما علي فعله بالرغم من مشاعر القلق.

هذا القلق لن يؤذيني إنه مجرد شعور بعدم الارتياح.

هذه مجرد شعور وأوهام وليست أفكار حقيقية ولن أجعلها تؤثر علي.

هذا ليس خطير.

ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك، ماذا أتوقع، ما أسوأ ما يمكن أن يحدث.

  • تقنية التدريب على الاسترخاء: مثل القيام بالتنفس البطني وتدريبات التأمل والتفكير وتدريبات تركز على التصور.